روايح الزمن الجميل.. «عروس النيل» تكشف أسرار حياتها

لبنى عبد العزيز لبنى عبد العزيز
 
حاورتها أسماء زيدان

نجوم الأيام دى بيقيموا الفن بالبنكنوت

من غير الجيش كان زمانا بنلف ببؤجة على المخيمات مثل سوريا

زوجى خلف اعتزالى الفن فى عز نجوميتى

التمثيل بالنسبة لى هواية مش شهرة ولا مال

ضيعت أول هدية جوزى جابهالى

زوجى كان نفسه فى ولد ومسكين عاش ومات مشافوش

خجلى سر وحدتى

أمريكا جعلتنى أرفع لبناتى شعار "زورونى كل سنة مرة"

أغانى أم كلثوم طقس يومى مقدس الساعة 10 مساء

نادية لطفى ست فى منتهى الظرف وشويكار قارئة الفنجان

بعد 55 سنة على هاميس مفيش عروس نيل بالاسم ده والشخصية من تأليفى

رشدى أباظة مالوش مثيل ووين ما يروح يملا الدنيا حب ودفا

وهاميس كادت تتسبب فى اتهام أختى بـ"قلة الأدب"

رصيدى الفنى 15 فيلما .. وأنا فين من أصحاب المائة؟

فاتن حمامة اكتسبت شهرتها من دور البنت الغلبانة والمظلومة

السيسى رجل الشعب وحررنا من استعباد الإخوان

 

عيناها تلمعان كالنيل الوارثة منه سحرها، فيعتربها العالم " آخر عروس له"، تلك الحسناء التى غنى لها العندليب "أول مرة تحب يا قلبى"، و"أسمر يا أسمرانى إيه قساك على"، ومنحها فريد الأطرش قلبه حين قال "قلبى ومفتاحه دول ملك إيديك"، فاتنة زمن الفن الجميل، برقتها وثقافتها الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز، صاحبة البصمة الخالدة فى تاريخ السينما المصرية رغم قلة رصيدها الفنى والذى لا يتجاوز الخمسة عشر فيلمًا، فانتصرت لحقوق الفتاة حين رفعت شعار " أنا حرة" فى عصر كان صوت النساء به عورة، وتغلبت على أسطورة الحب الأول فى فيلم "الوسادة الخالية".

تتحدى الزمن الذى لم يؤثر على الطفلة بداخلها سوى برسم بضع علاماته على وجهها فى هيئة تجاعيد تصارعها بابتسامة لا تفارقها طوال حديثها مع "اليوم السابع"  فبصوت عذب يخلع القلوب برقته فتحت قلبها للجمهور، فى حوار إنسانى من الدرجة الأولى تتحدث فيه عن ذكرياتها مع "هاميس" ولعنة الفراعنة، وسر تخليها عن النجومية فى عز مجدها، وتسرد لأول مرة قصة زواجها التى لعب البيانو دور البطولة بها، وانهيارها بسبب محمد فوزى، وتروى مهاجمة وتهديد حلفاء الإخوان لها، كل ذلك وأكثر فى السطور التالية فى حوار يحمل بطياته " روايح الزمن الجميل" وإلى نصه:

كيف تخلت لبنى عبد العزيز عن نجوميتها واعتزلت الفن فى "عز" نجاحها؟

ببساطة تزوجت رجلا قال لى "متسبينيش" فرحت معه إلى آخر الدنيا وهاجرنا إلى أمريكا فى أواخر الستينيات بعد سلسلة من الأفلام الناجحة، مثل "أنا حرة"، و" واسلاماه"، و"غرام الأسياد"، والوسادة الخالية"، ولأنى أخذت عهد أمام الله أن أكون زوجة صالحة، والأهم لدى أن أكون صادقة لعهد زوجى عائلتى تركت الفن وسافرنا معًا.

ألم يكن هذا صعبًا عليكِ؟

لا.. لأن التمثيل لم يكن يمثل لى شهرة أو مالا بل كان مجرد هواية.. ووجدت نفسى لست أنانية فى اختيارى وأفضل لى أن أكون عائلة أحبها عن ممارسة هواية، وطالما أنه ليس كل حياتى فتركته بكامل إرادتى وأنا أقول " صاحب بالين كداب"، ولكن من يمثل لهم التمثيل الحياة بأكملها يكن من الصعب عليهم تركه.

 

الرجل الذى تضحين من أجله بفنك لا بد من عشقك له.. فكيف كان أول لقاء جمعكما؟

أتذكر أول مرة رأيت زوجى إسماعيل بها فى الإذاعة وتحديدًا فى ركن الأطفال بالبرنامج الأوروبى الذى اعتدت على التردد عليه منذ أن كنت طفلة فى العاشرة من عمرى، لفت انتباهى منذ أول لحظة سمعت عزفه على البيانو فيها، ومن حينها شعرنا بالإعجاب من أول نظرة وتردد على الراديو بحجة لعب البيانو لرؤيتى وتزوجنا بعدها.

 

أتتذكرين أول هدية قدمها لكِ؟

أول هدية قدمها لى إسماعيل سلسلة فكان وقتها يدرس دبلومة الجراحة، ولم يكن لديه دخل كبير ولكن أهدانى سلسلة ذهب بها دلايات وكنت من فرحتى بها أرتديها فى يدى بشكل دائم فأنام وأصحى بها، إلى أن ضاعت منى وقلبت الدنيا عليها بعد ذلك دون فائدة وحتى الآن أفتقدها.

 

 وماذا عن أبنائك منه؟

لدينا بنتان وثلاث حفيدات، ولكن زوجى كان نفسه فى ولد.. "مسكين عاش ومات مشفش الولد"، والحمد لله البنات أحلى مليون مرة وبناتى أحلى حاجة فى حياتى".

 

هل صرح لك برغبته فى إنجاب ذكور؟.. أو مثّل ذلك لكما مشكلة؟

لم يمثل الأمر مشكلة فى حياتنا.. ولكنه قالها بضحك أمام أصحابه ذات مرة، فكان رجلًا فنانًا وموسيقارًا إضافة إلى لعبه للكرة وحبه للحياة، وسط انبساطه ببناته فدائمًا يردد "اللى يجيبه ربنا كويس".

وتواصل "لبنى" حديثها عن زوجها بتنهيدة تحمل حنين الاشتياق إليه قائلة " كان همه يسعدنى لحد ما مات من ست سنين، وسابنى لوحدى رغم أنه وعدنى إنى أنا اللى أروح قبله".

 

تتحدثين عن الوحدة بأسى.. فماذا عن بناتك؟

بناتى يعشن فى أمريكا وأزورهن مرة فى السنة.. على رأى المعجزة سيد درويش "زورونى كل سنة مرة".

 

ولماذا لم تفكرى فى الانتقال للعيش معهن؟

عشت حياتى بالغربة، وقررت أن أموت فى بلدى ولهذا عدت أنا وزوجى قبل وفاته بأعوام للاستقرار فى مصر، ويكفينى أنى أزور بناتى وقتما أشاء وكذلك هن يأتين لى وفقًا لظروف عملهن دراسة بناتهن.

 

وكيف تقضى يومك كى لا تشعرى بالوحدة؟

يومى له طقوس خاصة.. ولكن أكثر طقس ثابت به ذهابى لركن الأطفال فى الراديو وتقديمى فقرات أسبوعية به حيث أجد نفسى بجوارهم، كما أن لا يوم يمر دون الاستماع لأغانى أم كلثوم، فلى طقس يومى عندما تدق الساعة العاشرة مساءً أختلى بفنجان قهوتى مع أغانى "ثوما" وأختلس معها دقائق فى رحلة للزمن الجميل، كما أنى حريصة على كتابة المقالات بجريدة الأهرام وهكذا أشغل وقتى، ولكن بوجه عام "خجلى سر وحدتى"، فقد يرانى البعض متكبرة ولكنى فى الحقيقة خجولة جدًا على عكس أدوارى بالسينما ولهذا فأنا وحيدة الآن.

 

وماذا عن أصدقائك بالوسط الفنى؟

"مقدرش" أقول لى أصدقاء بالوسط الفنى.. ولكنى متمسكة بمدام نادية لطفى فقبل عدة أشهر زرتها وكانت أول مرة نقعد فيها معا، ووجدتها ست فى منتهى الظرف وحبيتها جدًا.. ومن زمان مدام شويكار خفة دمها لا مثيل لها فكانت "تنكشنى" فى كواليس فيلم "عروس النيل"، فتدخل لغرفة الملابس ولو وجدت فى يدى كتاب ترميه، وإذا رأتنى أشرب قهوة تقول لى "تعالى أقرالك الفنجان"، وكنت أتعجب من شقاوتها وتعودها عليا لأن الناس  كانوا واخدين عنى فكرة أنى منطوية.

 

بالحديث عن فيلم "عروس النيل"..وشخصية "هاميس" نعلم أنك صاحبة فكرته فكيف جاءت لكِ؟

حقيقى.. الفيلم فكرتى والموضوع بدأ معى غيرة، عندما تسائلت "ليه كل العالم يستفيد من تاريخ مصر وحضارتها بتقديم أفلام عن انبهارهم بالفراعنة وقدماء المصريين إلا إحنا؟ "..فركزنا على تراثنا العربى أكثر من الفرعونى رغم أن عندنا حضارة عمرها 7000 سنة، ولا أدرى لما نحن متجاهلينها؟.. متجاهلين ثلث آثار العالم و"مش مركزين"، حتى الأطفال يدرسوا عن الحضارة وأبو الهول ولكن دون أن يلمسوا عراقة التاريخ، لأجد أننا غلطانين فى حق نفسنا جدًا، قلت هذا وقتها لصديق وأعجب بالفكرة التى ترجمت بعد ذلك لفيلم "عروس النيل".

 

سمعت أن لعنة الفراعنة أصابت طاقم عمل الفيلم أثناء تصويره فما مدى صحة هذا؟

بضحكة عالية تسترجع ذكريات مر عليها 55 عامًا قائلة  "حصلنا لعنة الفراعنة بشكل واضح، وكل يوم الصبح كانوا يقولوا يا ريتها ما فكرت..من بداية الفيلم عييت ووقفنا التصوير مدة طويلة ويروح علينا تأجير الاستوديوهات، ولما قولنا مبدهاش كان فيه سرير جنب الكاميرا وأول ما أخلص أنام على السرير والدكتور ملازمنا، ومرة كاميرا وقعت على مساعد مخرج، واللى أمه ماتت واللى جاله الأعور".

وتواصل"هاميس" ذكرياتها  بابتسامة عذبة تتسلل من بين كلماتها متابعة " وعمرى ما أنسى اللى حصلنا فى الأقصر بيبان بتتفتح بالليل وأنوار بتنطفى، أعصابنا كانت تعبانة ومش ممكن أنسى التفاصيل دى.. ولكن بعد ما الفيلم خلص ونجح حلوا عنا  الحمد لله".

وماذا عن ذكرياتك مع دنجوان السينما المصرية الفنان رشدى أباظة بطل معظم أفلامك؟

رشدى كان يضحك على أى مأساة نتعرض لها فى فيلم "عروس النيل".. ففى إحدى المشاهد التى كنت أصورها حافية القدمين وفقًا لشخصية هاميس دخل فى رجلى مسمار وكنت متعصبة جدًا ورجلى تنزف دمًا وما عليه إلا الضحك عليا ساخرًا "عشان تحرمى تفكرى تانى"، فلا أنسى أى ذكرى لى معه فرشدى أباظة "مالوش" مثيل، وأينما تواجد يملأ المكان بدفء وحب.

 

حدثينا عن "هاميس" الشخصية العالقة فى وجدان المصريين حتى وقتنا هذا.. وماذا عن ذكرياتها معك؟

هاميس شخصية من تأليفى.. فلا يوجد عروس نيل بهذا الاسم "أنا مألفاها مفيش هاميس أصلا".. أما عن ذكرياتى معها فحدث لى موقف لن أنساه أبدا، فعند عودتى من أمريكا بعد غياب ٣٠ عاما خارج مصر كنت مستقلة سيارتى وتفاجأت ببعض الأشخاص ينادون "هااااميس..هااااميس"، ولم أتخيل أن الجمهور مازال يتذكرنى ولأن لى أخت اسمها لميس قلت إن الأمر تشابه عليهم ويحسبوننى أختى ولهذا كنت أشاور لهم كى لا يقولون عليها "قليلة الأدب"، بعدها تكرر الأمر وأفهمنى زوجى أنهم يقصدون "هاميس" بطلة فيلم "عروس النيل".

 

وكيف كان شعورك حين رأيت بعينك حب الجمهور لك بعد سنوات من الغياب؟ 

لم أكن أصدق أن الناس مازالت تتذكرنى.. لأن كل رصيدى الفنى خمسة عشر فيلما، أين أنا ممن قدموا مائة فيلم مثل هند رستم، فلم أكن أسعى يوما خلف نجومية أو شهرة، بل درست وتعبت وحصلت على كثير من المنح الكبيرة كى أدرس فى أمريكا، فليس من المنطقى بعد ذلك أن أقدم عملا تافها حيث كان لديا هواية عن علم ودراية.

 

لبنى عبد العزيز الفتاة الرقيقة ابنة جاردن سيتى وخريجة الجامعة الأمريكية.. كيف أجادت الأدوار المتواضعة كدورك بفيلم" غرام الأسياد"؟

كان لازم أتحدى جاردن سيتى لأثبت موهبتى، فعلمونا بالجامعة الأمريكية أن الممثل إذا قدم نفس الدور أكثر من مرة قد ينجح، مثل إسماعيل ياسين الذى يضحكنا جميعا، ولكن هذا اسمه أداء، أما التمثيل حقا فيلزمك بتحدى موهبتك وتقديم أدوار مختلفة "فالعجلة بتكبر لما بتمرنيها وتتحدى حدودك" ولهذا كان هدفى أن أغير لونى وأتحدى موهبتى، لأن طول عمرى أمثل من وأنا عندى ثلاث سنوات.

وتتابع حديثها: النجومية سهلة فممكن أكون نجمة الدور الواحد والناس يحبونى البنت المضروبة على عينها، فمدام فاتن حمامة اكتسبت كل شهرتها من البنت الغلبانة المظلومة لكن كوميدى لأ فلها تيمة لا تخرج عنها، وليست وحدها فهل عبد الحليم كان ممكن يضرب مثل فريد شوقى؟.. الإجابة معروفة فيه ناس وضعت روحها فى حصار التيمة الواحدة، وأنا من أول ظهور لى غيرت القاعدة، ولهذا الناس كانت متقبلة منى كل حاجة.

 

وما أكثر دور أو موقف أثر عليك بشكل شخصى خلال مشوارك الفنى؟

فى فيلم "هى والرجال" كنت أقدم دور خادمة تنظف من بيت لبيت وتجرى من شقة إلى أخرى إلى أن صادفت طالبا يسكن على السطوح وأخذت تأكله وتسرق من أجله كى تصرف عليه إلى أن جاء يوم وسافر وبعد غياب صادفته فى الإسكندرية بعد أن أصبح وكيل نيابة، وحينها عنفها وقال لها" فوقى لنفسك أنت خادمة"، ولا أنسى بكائى على صخرة أمام البحر فى هذا المشهد، حيث انتهى التصوير ولم يتوقف بكائى لأن الرجل فى مجتمعنا بمجرد أن يصل ينسى كفاح الست معه، ولم يستطع أحدهم أن يوقف دموعى التى جعلتنى أتذكر عشرات القصص المماثلة، والتى ضحت فيها الفتاة كثيرا لتستمر، ما أثار تعجب الجمهور الذى أراد الاحتفاء بنا بعد التصوير.

 

حدثينا عن العندليب وفيلم الوسادة الخالية أول عمل فنى لك..

"حليم مش هيتكرر".. أما الفيلم فكانت مفاجأتى به أن صادفت فتاة حضرت رسالة دكتوراه فى الموسيقى التصويرية لـ"الوسادة الخالية"، واندهشت من سماع ذلك لاعتيادى على الإشادة والاحتفاء بفيلم "أنا حرة" لكونه سابقا لزمانه، ولكن تلك الفتاة أكدت لى أن الفن الصادق يعيش فى وجدان الجمهور.

 

بذكر فيلم "أنا حرة" أشعر أن شخصيتك به الأقرب  لـ"لبنى عبد العزيز" بالواقع.. فما مدى صحة ذلك؟

هناك بعض التشابهات فوالدى كان فنانا وصحفيا كبيرا بجريدة الأهرام لمدة 60 عاما، فلم يحدث أن قام بضرب أحد منا أنا وأخوتى الخمسة حيث لى شقيقة وأربعة أولاد فقدت أحدهم، وكلهم فنانين فى مجالات مختلفة بعيدة عن التمثيل، بل كان عقابنا خصامه لنا وهذا أكبر عقاب، فكانت تربيتنا غير لدراسته خارج مصر، أما والدتى فكانت أجمل امرأة رأيتها فى حياتى.. ست بيت جميلة وأم حنينة وكانت صغيرة وتعاملنا كصديقة تشاركنا الألعاب.

 

بالحديث عن طفولتك ننتقل للمراهقة.. حدثينا عن الفنان الشاب الذى وقعتى فى حبه؟

لم أقع فى الحب بفنان بالشكل المعروف ولكنه كان إعجاب فنى .. وهذا الفنان هو محمد فوزى فكنت أحب فنه جدا، وأتذكر جيدا يوم وفاته حيث كنت عضوة بالمجلس الأعلى للثقافة برئاسة الأديب يوسف السباعى، ولدينا اجتماع هام ولكن السباعى نبه عليهم قبل حضورى ألا يخبرنى أحد بوفاة محمد فوزى لمعرفته عشقى له.

وتتابع: اتفقوا على هذا إلى أن جاء أحد الأعضاء متأخرا عن موعد الاجتماع معتذرا بحزنه لوفاة محمد فوزى، فسالت دموعى وانهرت فى الاجتماع ولم أتمالك أعصابى، والجلسة انفضت، لأنى "لما بحب بحب أوى"، كل هذا رغم أنى لم أقابله فى حياتى سوى مرة واحدة، حين علمت بتواجده فى مناسبة وذهبت إليها مع إحدى صديقات والدتى ولا أنسى أنه سلم وطبطب عليا بكل لطف، ووالدى كان يغير من مدحى فيه لعشقه للفنان محمد عبد الوهاب.

 

ومن أكثر فنان كنت تحبين موهبته الفنية؟

نجيب الريحانى بالنسبة لى فنان كامل فيضحكك ويبكيك، فأنا تربيت على فنه حيث أدخلنى والدى وأنا ابنة أربع سنوات مسرحية له، حقيقى لم أفهم شيئا، ولكنى الآن أقدر قيمته، ففنه مثل أم كلثوم وسناء جميل ومحمود مرسى لا يموت.

 

وكيف ترين الفن الآن؟

أرى أننا نمر بفترة صعبة الآن لأننا عرفنا أن الفن يجلب فلوس فقط، ومعظم فنانين هذه الأيام يقيموا الفن بـ"البنك نوت"، وعائد السينما ثم يقولون الجمهور عايز كده، وهذا ليس حقيقيا بدليل أن الناس يرون حتى اليوم افلام الأبيض وأسود، وإذا رأوا فيلم جديد فهذا لإجبارهم عليه فقط.

وتتساءل "لبنى" منفعلة، "يعنى إيه مسلسلات تركيا تغزو العالم دى حاجة وجعانى جدا .. وأنا شخصيا بستعجب لها، فقبل أن أكون فنانة فأنا إنسانة وطنية وأعشق فنى وبلدى وأتمنى أن تتحسن صورتها أكثر، إحنا مكناش كده كان لينا شخصية يحترمها العام.. فين يوسف شاهين؟ فى زمن الفن الجميل كنا والهند على مستوى واحد عالميا أين نحن الآن؟ .. كنا أهل الفن بأم كلثوم ويوسف السباعى وإحسان عبد القدوس.. كان عندنا تراث فنى كبير بعدها نمنا مرة واحدة ومش عارفين نقوم تانى،  حتى الاغانى الوطنية كأننا بنحبى فيها".

 

وعلى من تقع مسئولية ما وصلنا إليه الآن من الناحية الفنية؟

على الجميع.. فعلى أيامنا الفن كان له هدف وليس مجرد كلمتين وعاشوا فى تبات ونبات فقط، ومهمتنا الارتفاع بالمجتمع، فعلى الفنان أن يدرك أن السينما مثل طابع البسطة وهو من يرسل الرسالة للعالم أجمع بفنه، كما أن الدولة أيضا كانت تقدر قيمة الفن فالرئيس الأسبق جمال عبد الناصر كان عاشقا للفن، وثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق كان يرسلنى مهرجانات عالمية لأمثل مصر وليرسم الجميع صورة لها.

وتتحدث عن المهرجانات السينمائية العالمية قائلة: عندما كنت فى أمريكا كنت أجلس استمع لحكاوى الأمريكان عن مصر التى شاهدوها متمثلة فى الأفلام المشاركة بالمهرجانات العالمية وأنا سعيدة وطائرة من الفرح .. أما الآن فمهرجان السينما المصرى مات خلاص .. فلم يعد لمجتمعنا صورة واضحة بعد أن تداخل مع المجتمع العربى ولهذا يتهمنا العالم بالإرهاب.. الإرهاب الذى تنشغل الدولة بمحاربته ليل نهار، ونريد أن نستعيد شخصيتنا، والفن يساعد على ذلك، ولكن لا أعتقد أن الدولة تركز فى هذا الآن فى ظل حربها على الإرهاب.

 

وما رأيك فى الأوضاع السياسية بمصر؟

رأيى أعبر عنه فى المقالات التى أكتبها وأصوّر مصر بها على حقيقتها وأنا من أنصار ثورة 30 يونيو، فكنت من جنودها فى الكتابة ومشيت فى الشوارع وعلى الكبارى، وأرى أن العالم كله حارب الرئيس عبد الفتاح السيسى وقت أن كان وزيرا للدفاع.

 

وهل سببت لك آراؤك السياسية أى مشكلة فى حياتك؟

نعم ولكنى لا أصف الأمر بالمشاكل ولكنى تعرضت لهجوم كبير، ففى مرة وجت صحفى ألمانى جاء لى فى شقتى ليتخانق معى خصيصا، لدعمى للسيسى وأكثر من مرة أجد أحفادى يحدثوننى ويبكون لشن حملة عليا من قبل الغرب  لاعتراضى على إطلاق مصطلح انقلاب عسكرى على ثورة ٣٠ يونيو.

 

وما رسالتك للجمهور المحب لك؟

أقول لكل المصريين " السيسى واحد مشى ورا الشعب مش العكس، والشعب أجبره على الرئاسة وحررنا من استعباد الإخوان والإرهابيين، فهو رجل الشعب، فعندما قالو له متسيبناش قدم حياته على صينية صفيح وكان من الممكن أن يقتل فى أى وقت ورغم هذا نصر مصر، ولو بنشتكى بلاش ننسى أننا فى حالة حرب، ومن حولنا حماس والقاعدة من الناحية الثانية ينتظرون فرصة للشماتة بنا، فكان زماننا ماشيين ببؤجة ندورعلى خيمة زى السوريين ولكن الجيش المصرى حمانا من كل هذا".

وتابعت: "بلاش ندور على العيوب فقط، إسرائيل وأمريكا عايزين يخلصوا علينا زى غيرنا عشان يرتاحوا، وإحنا محتاجين شوية حماس ومن قراءتى للجرائد الأجنبية مثل الإيكونوميست واشنطن بوست، والتايمز لمعرفة رأى الغرب فينا أجد أننا نحدث أنفسنا والبرامج الحالية لا توضح لما نمر بتلك الفترة فيجب أن نتحمل بدل أن نشحت رغيف عيش ولا كوباية لبن، حقيقى زعلانة أن الشعب غير مدرك لما يدور حوله، وفطاحلة التوك شو مبيشرحوش للخارج وضعنا وأحقيتنا فى محاربة الإرهاب لنعيد لعصرنا الذهبى.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر