تعلقه بالطهى ورثه من والده الذى كان الشيف فى أحد الفنادق الكبرى، ولم يمنعه عن هوايته وحبه لفن النحت، فقرر أن يضرب عصفورين بحجر، "طارق عبد الرحمن"، شيف مأكولات باردة، 38 عاماً، الذي يعمل بمجال الطهى منذ 15 عاماً، دمج بين عمله فى الطهى وموهبته فى النحت، واعتاد "طارق" أن يصمم منحوتاته على الفاكهة والخضراوات، وتزويق الأطباق، خاصة فى المناسبات.
"كل مناسبة وليها تصميماتها" بهذه الكلمات يعبر "طارق" عما يفعله استعدادًا للمناسبات داخل الفنادق، مشيرا إلى أنه فى رمضان ينحت بوجى وطمطم وعم شكشك ومدفع رمضان، وفى شم النسيم تختلف المظاهر بتزويق الأطباق ورسم أشكال ومظاهر مختلفة على البيض.
ومع اقتراب الهالوين صمم "طارق" مجسمات الوجوه المرعبة من عجينة الملح، ويقول لـ"عين": النحت هواية عندى وكل حاجة وليها وقت مختلف حسب الشغل، والعجينة عموماً بتاخد نص ساعة تقريبًا فى عملها، و"بسيبها شوية فى التلاجة علشان تشد"، والتصميم فى مجسمات بتاخد ربع ساعة أو نص ساعة، وممكن أكتر حسب الشغل فيها.
استخدام النحت على المأكولات أصبح من فنون الطهى الحديثة، التى يلجأ إليها الشيف والكثير من الفنادق الكبرى لجذب الضيوف إليها، ويقول "طارق": "الهالوين لازم تكون فيه حاجات بتخوف، ودى بعملها بعجينة الملح"، مشيرا إلى أنه اعتاد النحت على القرع وتعلق فى حبه.
ويحكى لنا عن بدايته ويقول: "حكايتى مع النحت بدأت لما كنت بروح أتفرج على والدى، ولما بدأت التدريب معاه كنت بحب النحت جدا فكنت بمسك الخيار والجزر وأنحت عليه، ولقيت إيدى بتمشى فى الموضوع ده، ولما كان بيعمل حاجات زبدة كان بيسيبها لى".
سنوات عديدة قضاها "طارق" فى النحت على الخيار والخضراوات الصغيرة، حتى تغيرت حياته للأفضل فى هذا الفن وطور كثيراً من نفسه.
وبعد اكتشاف شيف إيطالى موهبته فى النحت بدأ "طارق" يطور موهبته: "قال لى يا طارق أنت كويس جدا فى النحت، وشجعنى لحد ما بقيت أدخل أى فندق كأنى ضيف، وأتكلم مع الشيف اللى بينحت وأقوله عايز أعرف إيه ده، وأقعد معاه أتفرج عليه وكنت أشوف الأفكار عندهم كل موسم، ولحد ما اتعلمت وبقيت أعرف الحاجات دى والحمد لله طورت من نفسى".
ويحاول "طارق" دائماً العمل على الابتكارات والإبداع فى مهنته التى يستلهم تصميماتها من وحى خياله أو من مشاهداته للأفكار والتصميمات الحديثة على الإنترنت، ويقول: "مش لازم يكون النحت بتاعى على القرع، ممكن تبقى على الخشب أو الفخار أو البلاستيك، وممكن أجسم ألعاب صغيرة أشوفها على القرع"، هكذا يقول "طارق" معلقاً على تطوير موهبته التى يسعى من خلالها إلى الأفضل دائماً، وقرر استكمال مسيرته على خطى "حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب".