وتحل اليوم الذكرى المئوية لميلاد الرئيس السادات، حيث ولد فى 25 ديسمبر 1918، وكان للسادات العديد من المواقف مع أهل الفن تحدث عنها أبناؤهم خلال سلسلة حوارات ريحة الحبايب نذكر العديد منها خلال التقرير التالى:
ممثل مع عبدالمطلب
وكشف نور محمد عبدالمطلب ابن "طلب" ملك المواويل، خلال حواره معنا عن مسيرة والده الفنية، أن أبيه مر بمرحلة شقاء قبل أن يعرف طريق الشهرة، قائلا: "كان أبى وفريد الأطرش يقتسمان سندوتش الفول وخمسينة الشاى ويجلسان على المقاهى فى انتظار عمل حتى أخبرهما صاحب المقهى بأن الست بديعة مصابنى تحتاج كورس لفرقتها، فذهبا سويا لكازينو بديعة، وعملا لديها".
وتابع: "بدأت نجاحات أبى وأصبح مطلوبا فى المحلات والأفراح، خاصة بعد نجاح أغنية "بتسألينى بحبك ليه"، واستغل المنتج توجو مزراحى نجاحه، فأنتج له فيلم "على بابا والأربعين حرامى".
وأكد ابن عبد المطلب أن الرئيس السادات ظهر ضمن الكومبارس فى هذا الفيلم وكان اسمه الساداتى، وهو ما لم تنفيه أو تؤكده رقية السادات فى حوار أجريناه معنا، مشيرة إلى أن والدها كان يحب الفن وربما عمل بالتمثيل خلال فترة الشقاء الأولى فى حياته، والتى تخفى فيها بعد هروبه من معتقل الزيتون وعمل بعدد من المهن ومنها سائق وعتال وعامل بناء وسمى نفسه باسم "محمد نور الدين".
يا نجف بنور يا سيد العرسان
فيما أكد هشام عبد العزيز محمود ابن المطرب عبدالعزيز محمود، الذى حقق شهرة واسعة بدأت مع نهايات الأربعينات وحتى الثمانينات، أن النقطة الفارقة التى انطلقت منها شهرة أبيه كانت عام 1947، عندما شارك فى فيلم «قلبى دليلى»، وقدّم أغنية «يا نجف بنور»، التى حققت نجاحًا وانتشارًا واسعًا، فتهافت عليه المخرجون ليشارك بالغناء فى مزيد من الأفلام، وأصبح مطرب الأفراح الأول، قائلا: «كانت بتتحدد مواعيد الأفراح على أساس مواعيده، وطلبه أنور السادات لإحياء فرحه على جيهان بعدما طلبت أن يغنى مطرب يا نجف بنور فى فرحها".
مكالمة الرئيس قبل غلق الستار على شادية العرب
وفى حوار مع أبناء المطربة الكبيرة سعاد محمد الملقبة بشادية العرب، أكدوا أنها كانت تتمتع بها سعاد محمد لدى الملوك والرؤساء، وكانت المطربة المفضلة للرئيس السادات.
وقالت إيمان بيبرس ابنة سعاد محمد، إنه بعد حرب أكتوبر كان هناك قرار بألا تستمر أى حفلة بعد الساعة 12 منتصف الليل، وتم غلق الستار فى إحدى الحفلات المذاعة على التليفزيون أثناء غناء فايزة أحمد".
وأكدت أنه أثناء إحياء والدتها حفل لصالح الجالية اللبنانية فى مصر عام 1976، فوجئ مسئولو الحفل باتصال من الرئيس السادات بنفسه يأمر بعدم إغلاق الستار، واستمرار سعاد محمد فى الغناء، فاستمرت تغنى حتى الثالثة صباحا وسعدت كثيرا بهذا الموقف كثيرا لأن السادات كان يعشق صوتها.
طرائف الرئيس مع ملكة الكوميديا وخطاباته لبابا عبده
بينما كان للرئيس السادات مواقف كثيرة مع ملكة الكوميديا زينات صدقى تحدثت عنها معنا حفيدتها عزة مصطفى.
وقالت ابنة ابنة شقيقة زينات صدقى والتى كانت تعيش معها هى ووالدتها: «الرئيس السادات اتصل بنفسه علشان يبلغ جدتى بالتكريم فى عيد الفن، ويدعوها لفرح ابنته وأنا اللى رديت عليه، ولم أصدق نفسى".
وتابعت: "قلت لجدتى زينات الرئيس السادات على التليفون، فارتبكت وهى ترد وأخذت تدعو له، وأخبرها الرئيس بالتكريم".
وأوضحت حفيدة زينات صدقى أن جدتها ذهبت إلى حفل التكريم بجيبة وبلوزة، نافية ما أشيع عنها من أنها لم تجد فستانا تذهب به الحفل، قائلة: "جدتى كانت محتفظة بكل فساتينها لكن مالحقتش تظبط فستان مقاسها، لأنها عرفت بالتكريم قبلها بيوم وكانت فقدت جزءا كبيرا من وزنها ومطلبتش فستان من حد وقالت أبقى على طبيعتى أحسن".
وأشارت عزة مصطفى إلى أن السادات قرر لجدتها معاشا استثنائيا، وقال لها: "لو احتاجتى أى حاجة كلمينى".
وأضافت: «السادات اتصل بجدتى مرة أخرى بنفسه ليدعوها إلى فرح ابنته وسألها عندك عربية ياست زينات، فقالت لا، فقال لها سأرسل لك سيارة من الرئاسة وهتقعدى فى الترابيزة بتاعة جيهان، واستأذنته أن تأخد ابنتها معها، فقال لها هاتى اللى انتى عاوزاه، وبالفعل اصطحبت والدتى معها».
وأشارت الحفيدة إلى موقف طريف حدث خلال حضور جدتها حفل زفاف ابنة الرئيس، قائلة: «جدتى ارتدت فستانا بذيل وهو الفستان الذى ظهرت به فى فيلم تمر حنة، وعندما ذهبت للسلام على الرئيس داست والدتى على ديل الفستان، وبتلقائية قالت لها جدتى: «يوووه قطيعة يابت هتوقعينى فى صدر الراجل»، فضحك السادات واحتضنها، قائلا «الراجل يا زينات؟».
واستكملت الحفيدة حديثها: "لم تتمالك السيدة جيهان السادات نفسها من الضحك، وجلست جدتى فى نفس الطاولة مع السيدة الأولى ووالدتها، والسادات قال لها نورتينى وسعيد إنك جيتى».
وأكدت عزة مصطفى أن جدتها الفنانة زينات صدقى لم تستغل علاقتها بالرئيس السادات ولم تطلب منه شيئا حتى بعد مرضها، مضيفة: «جدتى أصيبت بمياه على الرئة قبل وفاتها بفترة بسيطة، وعندما قالت لها أمى اطلبى من السادات تروحى مستشفى كانت تقول فى ناس أحق منى، والرئيس ربنا يعينه على اللى هو فيه».
فيما أكدت أمل عبد المنعم مدبولى ابنة عملاق الكوميديا "بابا عبده"، أن علاقة والدها بالرئيس السادات كانت قوية جدا، وأن هناك خطابات بخط يد الرئيس يشكر فيها الفنان عبدالمنعم مدبولى على مجهوده الفنى وخاصة مسلسل أبنائى الأعزاء شكرا.
وأوضحت ابنة عبد المنعم مدبولى أن الرئيس السادات كرم والدها عن هذا الدور وقال له: ماكنتش باتحرك علشان اتفرج على المسلسل وكنت بخليهم يسجلوا الحلقة لو عندى حاجة علشان أشوفها".
صاحب الفضل فى التعاون بين قيثارة السماء وعبقرى التلحين
فيما كان الرئيس السادات صاحب الفضل فى التعاون الفنى بين قيثارة السماء الشيخ سيد النقشبندى وعبقرى التلحين بليغ حمدى، والذى أسفر عن سلسلة من الروائع ومنها أنشودة "مولاى إنى ببابك".
وبدأت علاقة الرئيس السادات بالشيخ سيد النقشبندى قبل توليه الرئاسة وتحدث عنها حفيده سيد شحاتة النقشبندى فى حوار معنا قائلا: "السادات سمع جدى فى مسجد الدكرورى بالسويس قبل توليه الرئاسة، وسمعه من خارج المسجد بسبب شدة الزحام".
وتابع الحفيد: "بعد أن أصبح السادات رئيسا للجمهورية تحدث مع طبيبه الخاص الدكتور محمود جامع- وهو من طنطا، وكان يعرف جدى- عن إعجابه بصوت الشيخ النقشبندى، وأرسل فى طلبه من طنطا إلى ميت أبو الكوم، واعتاد أن يرسل له ليسمعه كلما زار ميت أبو الكوم".
وعن بداية التعاون الفنى بين الشيخ النقشبندى والموسيقار بليغ حمدى أوضح الحفيد قائلا: "دعا السادات جدى لفرح ابنته بالقناطر، وأثناء الحفل نادى الرئيس بليغ حمدى فى وجود وجدى الحكيم، وقال له عاوز أسمعك مع النقشبندى".
وأضاف: "خاف جدى أن يلحن له بليغ وهو مشهور بالألحان العاطفية، وكان الشيخ يتعامل مع الملحن حلمى أمين الذى كان يميل للون الدينى، واتصل جدى بوجدى الحكيم، وقال له أنا قلقان من بليغ، فاقترح عليه الحكيم أن يسمعه أولا ثم يقرر، فسمعه جدى فى لحن مولاى وأعجبه، وبعدها قال: بليغ ده جن، وسجل معه 15 ابتهالا من كلمات الشاعر عبدالفتاح مصطفى فى عام 1971 من أجمل ابتهالاته، ومنها مولاى وأشرق المعصوم ويارب كرمك علينا وذكرى بدر عام 1971، ولم يحصل جدى أو بليغ على أجر مقابل هذه الابتهالات، وكان جدى يحب الرئيس السادات ويدعو له دائما".