رحلة "جمعة داوود" لم تكن سهلة فمنذ قبوله بمدرسة التربية الخاصة فى طنطا باستثناء من وزير التربية والتعليم آنذاك، قرر أنه يتحدى الإعاقة البصرية، ويتفوق وحصل على المركز الثانى على مستوى المحافظة فى الثانوية العامة.
ولم تقف الصعوبات التى واجهها أثناء الدراسة الجامعية حائلا عن تحقيق حلمه فى التفوق، إلى أن تخرج وحصل على دبلومتين فى التربية، ويستعد للحصول على درجة الماجستير.
يقول جمعة داوود: تعلمت طريقة برايل طوال فترة الدراسة، ولكن الدراسة أصبحت أسهل فى الجامعة لوجود تسجيلات صوتية للمناهج كاملة، وتمكنه من استخدام كارت الميمورى والفلاشات للاستعانة بهم فى التسجيل والدراسة.
ويشير إلى أن عين الكفيف هى أذنه وإحساسه سواء حاسة الشم، اللمس والتذوق، فأنا أستطيع معرفة أى شخص من لمسة يديه فقط، أيضا الموبايل الناطق سهّل لى كل شىء، وأستطيع استخدام الفيس بوك، مثل أى شخص مبصر، وهناك تطبيقات تساعدنى فى تسيير أمور المكفوفين يوميا ومنها:
- google id: يمكنه من معرفه المكان الذى يوجد فيه الشخص، وتحديد الأماكن القريبة منه، وأيضا المسافة للوصول إليها.
- Invision: برنامج تستطيع منه إدخال أى صورة، والبرنامج يقول له ما تحتويه هذه الصورة.
ويضحك حين يتحدث عن روتين يومه كما لو أنه الفنان محمود عبد العزيز فى فيلم "الكيت كات"، ويقول: لم يكن صعبا المشى بمفردى فى القرية، فشوارعها محدودة ومعروفة، ولكنى قررت عند الالتحاق بالجامعة الذهاب بمفردى من قريتى إلى الكلية فى مدينة طنطا، إلى أن التحقت بالمدينة الجامعية.
وأشار إلى أنه تعوّد على المشى بمفرده، والذهاب إلى أى مكان فى مصر.
وعن المواقف الطريفة التى عاشها جمعة يقول: أثناء عبورى الطريق من الكلية إلى المدينة الجامعية كان أمامى على اليمين واليسار زميلات من نفس الدفعة بينهم مسافة، ومن خلال الصوت استطعت تحديد هذه المسافة، وتقدمت للسير بجوارهما من دون التعثر إلى أن وصلت لنهاية الطريق وقتها قالت إحدى الزميلات ضاحكة "حاسة إنك بتشوف".
يقول جمعة: كف البصر لم يمنعنى من ممارسة أى شىء فى الحياة فأنا أستطيع تصليح أى عطل بالهاتف، وماهر فى إعداد بعض الأطباق السريعة، وأستعد للزواج من خطيبتى الكفيفة، والمشهود لها بمهارة الطبخ، وهى سيدة منزل من الدرجة الأولى.
ويتمنى جمعة أن يركز الإعلام على ذوى الاحتياجات الخاصة خصوصا بعد إقرار قانون الإعاقة الجديد الذى يعطينا الحق فى القطاع الحكومى والخاص، وأشار إلى سعادته بوجود رحمة على شاشة الفضائيات، وهى أول مقدمة برنامج بمتلازمة داون، وهو ما يفتح الطريق لفئات أخرى للظهور على شاشات الفضائيات.