لا يزال البحث عن مقبرة الملكة كليوباترا لغز يحير علماء وباحثى الآثار على مدار التاريخ، وتعد مقبرة آخر ملوك مصر الفرعونية سرا مثله مثل مقبرة الإسكندر الأكبر، فأين دفنت الملكة الجميلة؟ يظل تلك التساؤل الحائر بين الجميع حتى الآن.
لكن يبدو أن الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المصرية، على مقربة من تحقيق حلم اكتشاف مقبرة كليوباترا، حيث كشف مؤخرا أنه بات قريبا من معرفة مكان قبر الملكة كليوباترا، مشيرا فى تصريح لوكالة "تى جى 24"، على هامش مشاركته فى مؤتمر باليرمو الذى عقد مؤخرا إلى أنه حدد موقع الدفن فى "تابوزيريس ماجنا" على بعد حوالى 30 كيلو متر من الإسكندرية.
ونقلت الوكالة عن حواس، فى تقرير لها اليوم الأحد، أنه يأمل العثور على مومياء كليوباترا ومارك انطونيو، مرجحا أنهما دفنا معا فى قبر واحد، مضيفا "إنهم قريبون جدا، فنحن نسير على الطريق الصحيح، ولدى أمل كبير فى التوصل لهما والعثور عليهما"، وأضاف "نحن نعرف الآن إلى أين نذهب بالضبط للحفر".
ومنذ عشر سنوات، كانت العديد من التقارير الآثرية خرجت بأن أعمال الحفائر التى تقوم بها بعثة المجلس الأعلى للآثار، برئاسة د. زاهى حواس، بمنطقة "تابوزيرس" ببرج العرب، أكدت على أن الشواهد الأثرية على السطح فى الجانب الشرقى من المعبد الذى شيد لعابدة الثالوث المقدس "إيزيس وأوزوريس وحورس"، يؤكد وجود مقبرة الملكة كليوباترا.
لكن غير منطقة أبو صير، هناك العديد الآثريين الذين اعتقدوا بوجود مقبرة الملكة المصرية فى أماكن مغايرة لما أعلن عنها الدكتور زاهى حواس، فبحسب كتاب " الإسكندرية .. المكتبة و الأكاديمية فى العالم القديم" للكاتب محمد عبد المنعم عامر، أنه لم تكن مقبرة كليوباترا وأنونيوس بعيدة عن مقبرة الإسكندر، حيث ذكر أنها تقع بالقرب من الجدار الشرقى لمبعد إيزيس بلوزيا بالإسكندرية، وأن ما يؤكد وجود قبر الإسكندر فى الإسكندرية، ما ذكر بلوتارك من أن التابوت الذهبى، الذى كان يحوى جثمان الفاتح العظيم أخذه بطليموس الحادى عشر سنة 101 ق.م، ووضع مكانه تابوتا من الزجاج، كما ذكر أن كليوباترا فى عهد من العهود القحط نهبت النفائس الموجودة فى مقابر أبائها وأجدادها، ومن بينهم الإسكندر نفسه.
بينما يرى الكاتب علاء خالد، فى كتابه " وجوه سكندرية"، قبر الملكة كليوباترا قد يكون فى منطقة السلسلة الموجود بكورنيش الإسكندرية، والتى كانت ضمن الحى الملكى فى العصور البطلمية.
الآثرى علاء الشحات، أكد فى تصريحات صحفية سابقة، الرأى السائد لدى علماء الآثار أن المقبرة تقع وباقى مقابر الملوك البطالمة فى الحى الملكى الموجود حاليا فى حى وسط الإسكندرية، لما كان له من صفة مهمة لوقوع القصور الملكية والمسارح مثل كوم الدكة والمسرح الرومانى والحمامات الشهيرة ، لذا من الممكن أن تكون المقبرة تقع فى حى وسط، وهو ما يميل له الدكتور عزت قادوس، أستاذ الآثار اليونانية الرومانية فى جامعة الإسكندرية.
كما أن الدكتور عبدالحليم نورالدين، أستاذ الآثار المصرية فى كلية الآثار جامعة القاهرة، كان يرى أنه إذا كانت هناك ترجيحات فمن الممكن أن تكون فى الإسكندرية القديمة وليس فى الساحل الشمالى.
أما الأثرى محمد على سعيد، يعتقد بأن منطقة أبو صير، هى الأقرب لأن تكون بها مقبرة كليوباترا، حيث تم العثور على العديد من القطع والنصوص الأثرية تشير إلى إمكانية وجود قبر الملكة المصرية هناك.