أفلام اللحظة الفارقة، عندما فقد الأبطال الاتصال فى وقت مهم، شاهدنا قصصا رائعة قدمتها السينما على شرائطها، هذه اللحظة هى "المستر سين" فى القصة أو المشهد الأهم، ويترتب عليه مشاهدة باقى أحداث الفيلم كل هذا حدث فى زمن الأبيض والأسود أيام صعوبة الاتصال وقت الفراق.
عدم وجود هذه الوسيلة الهبت خيال المبدعين لكتابة قصصا رومانسية وكوميدية وساخرة عاشت حتى نهاية التسعينيات وقت ظهور الهاتف النقال الذى يستطيع الوصول لأى شخص فى أى وقت، وكان يمكن وجوده ينهى قصص سينمائية قبل أن تبدأ ومن أهم هذه الأفلام واحد من كلاسيكيات السينما المصرية أغلى من حياتى وأفلام أخرى هى..
فى كل عيد للشرطة المصرية نستمتع بواحدة من أشهر كلاسيكيات السينما المصرية فيلم "حياة أو موت" وفيه تحاول الابنة الصغيرة شراء الدواء لوالدها من مكان بعيد عن المنزل، ولظروف ما يخطأ الطبيب فى تركيب الدواء ويضع سم قاتل بدلا من مكون آخرللعلاج، لتسير القصة فى طريقين طريق عودة الابنة لحى دير النحاس بمصر القديمة وطريق تسلكه الشرطة للوصول للأب بكل الطرق لإنقاذه.
منذ ظهور الموبايل وكل من شاهد الفيلم يرى أن القصة كانت تنتهى بمكالمة من الصيدلى للأب خصوصا أن معظم الصيدليات حاليا تحتفظ برقم موبايل كل من يشترى منها الدواء.
هذا النوع من القصص كوميدية ساخرة تناقش نفس القضية وهى صعوبة الاتصال فى اللحظة المناسبة، تبدأ أحداث فيلم "رسالة إلى الوالى" فى عام 1807 يقرر أعيان رشيد توجية رسالة إلى والى مصر "محمد على" ليقوم بارسال جيش ليساعد المدينة فى فك حصار الإنجليز لها، ويختاروا لهذه المهمة "حرفوش" عادل إمام الذى يستطيع خداع الانجليز ويمرر الرسالة، وتتغير الأحداث ويجد نفسه فى القرن العشرين وتحدث المفارقات من تناقض الحياة بين القرن الثامن عشر والعشرين ويعيش حرفوش أحداث غريبة ويقرر العودة إلى الزمن الذى جاء منه، المشاهد خرج من الفيلم ولسان حاله يقول لو فيه موبايل كانوا الأعيان كلموا الوالى وطلبوا منه الإمدادات وخلصنا لا كان حرفوش سافر عبر الزمن ولا اتنقل من رشيد أصلا.
الفيلم من زمن الأربعينات، ويعرض فى القنوات الخاصة التى تحاول إحياء التراث السينمائى والدرامى ويحكى فيلم "اليتيمتين" عن الحاج مرسى الذى يعثر على طفلة رضيعة فى الطريق ويعمل على رعايتها مع ابنته التى تماثلها فى نفس العمر "سنية"، عاش البنتين فى وئام حتى توفى الأب وتزوجت سنية من رجل ثرى، وشاء القدر أن تفقد نعمت بصرها وسافر الأختين للعلاج فى القاهرة، ولكن الأحداث فرقت بين الاثنتين عندما استقلت كل منهن قطار مختلف، قصة "اليتمتين" من الأفلام التى كلما عرضت يأتى الحديث عن فائدة الموبايل النقال فى هذه اللحظة الفارقة بين الأختين، مكالمة واحدة كانت قربت المسافات بينهما، لكن معاناة نعمة حدثت مع لحظة الفراق والمصاعب التى واجهتها إلى أن تقابلا بعد عذاب الفيلم بطولة فاتن حمامة وثريا حلمى وفاخر فاخر.