مواقف كثيرة جمعت بعض الفنانين بالقصر الرئاسي وجعلت لهم قصص في القصر لن ينساها الجمهور ليتم تداولها بين الحين والآخر، في بعض الأحيان يدور صراع بين الفنانين بعضهم البعض للاقتراب من الحكام ، ومنهم من يتودد إلى الزعماء سواء في وطننا أو زعماء أخرين وهناك أيضا من يسعى الحكام للتقرب منهم أو الظهور معهم وطلبهم فى معظم المناسبات الثقافية أو الفنية وأحيانا السياسية لأنهم واجهة مشرفة ولهم آراء مؤثرة فى دنيا السياسة.
1_ أشرف زكي
من أشهر الفنانين الذين صنعوا حالة في دخولهم مجال السياسة كان الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية الحالي وكلنا شاهدنا موقفه بعد أحداث ثورة 25 يناير.
حيث أعلن تأييده الشديد للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك والذي كان يعتبره بمثابة الأب الروحي له فالجميع لا يعلم مدى علاقة الفنان أشرف زكي بعائلة مبارك ولعل هذه العلاقة بدأت فى عام 1996 عندما كان هناك وفد لإحدى الدول فى ضيافة الرئيس الأسبق مبارك وأسرته بشرم الشيخ، وكان هناك احتفالية لهذا الوفد أسند إخراجها لأشرف زكى، فتم ذلك وقدم لأول مرة المطربة أمال ماهر كموهبة غنائية ونالت إعجاب الحضور بشدة واصبحت من المطربين المفضلين لمبارك.
وكانت تلك الواقعة السبب فى وجود صداقة قوية بين أشرف زكى و علاء مبارك الذى كان دائم الإتصال بزكى الذى كان يرد عليه دائما بـ"معاليك" ولكن فى إحدى المرات أبدى علاء ضيقه وقال "يا أشرف بلاش معاليك دى أنا اسمى علاء".
وكان زكى وجهاَ مالوفا لمبارك نفسه فحينما زاره وفد نقابة الممثلين للاتفاق على عيد الفن ربت مبارك على بطن أشرف زكى وقال له "كرشك كبر يا أشرف لازم تلعب رياضة" والمزاح غالبا لا يخرج من مبارك إلا بصعوبة.
وهذا ما دفع الفنان أشرف زكي للمدافعة الشديدة عن مبارك بعد قيام الشباب بثورة 25 يناير المجيدة.
2_ طلعت زكريا
كان ايضا الفنان طلعت زكريا من ضمن الفنانين المفضلين والمقربين لدى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وعائلته، وكان يقوم بزيارته في القصر الرئاسى مرات عدة، وساهم في علاجه في فترة مرضه، ولذلك كان دائما ما يعلن عن حبه لمبارك وعندما قامت ثورة 25 يناير كان الفنان طلعت زكريا من أوائل المعترضين على قيام الثورة وشبه الثوار بأنهم شباب فاسدين ولا يعرفون أي شيء عن شئون البلاد.
3_ شيرين رضا
كادت الفنانة شيرين رضا أن تكون السيدة الثانية فى مصر بعلاقتها بنجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
وقد بدأت علاقة الفنانة شيرين رضا بجمال مبارك في عام 1998 واستمرت حتى عام 2005 وكان جمال دائم الظهور معها ما دفع البعض للتكهن بخبر زواجهما حتى اعلن جمال مبارك زواجه بعد ذلك.
4_ شيريهان
ليست الفنانة شيرين رضا هي الوحيدة التي وصلت لقلب نجل الرئيس ولكن الفنانة شيريهان كانت صاحبة القصة الأبرز في القصر الرئاسي حيث أن علاقتها بـ علاء مبارك الأبن الثاني للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تداولها الناس في أحاديثهم بالشوارع.
وتعرضت الفنانة شيريهان إلى حادث مأسوي كان من الممكن أن يؤدي بحياتها أو يتسبب لها في شلل تام ولكن وقف بجانبها القدر وقد ذكر البعض أن هذا الحادث كان مدبرا لإبعادها عن نجل الرئيس إلا أنها نفت ذلك وقالت أن الحادث كان من تدبير زوجة أحد رجال الأعمال كانت تعتقد أن زوجها على علاقة بها.
6_ عبد الحليم حافظ
ليس الرئيس الأسبق فقط هو من تداولت قصصه هو وأبناءه مع الفنانين بل ومن سبقوه أيضا ولعل الرئيس جمال عبدالناصر كان من أكثر الرؤساء الذين تجمعهم قصص مع الفنانين وكان يظن البعض أن من أقرب هؤلاء الفنانين العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ولكن هذا كان من ناحية العندليب فقط والذي لم يخف مشاعر الحب والولاء نحو عبدالناصر وكان يري أن الرئيس يشجعه ويأخذ بيده ويحميه وقت اللزوم من علي صبري والكتاب في الاتحاد الاشتراكي الذين كانوا يهاجمون أغانيه وكذا من صلاح نصر الذي كان يناصبه العداء لإنه رفض العمل لحساب المخابرات ولا يثق فيه ولذلك كان عبدالحليم يعتمد علي صداقته مع شمس بدران مدير مكتب المشير عامر وقتها لمواجهة حملات الكارهين لعلاقته مع الرئيس وكان منهم أم كلثوم ووصلت الأمور الي حد الغيرة، الشخصية وكان يضايقها اهتمام عبدالناصر بمشاركة عبدالحليم في حفلة عيد 23 يوليو بأغنية وطنية جديدة.
وما يلفت النظر لوجود المحبة من طرف العندليب فقط ان عبدالناصر لم يصدر قرارا بعلاج عبدالحليم حافظ علي نفقة الدولة وبما يشعره بالاهتمام والرعاية والملاحظ أيضا أن عبدالناصر لم يكرم عبدالحليم في أي مناسبة ولم يمنحه أي وسام كما فعل مع أم كلثوم وعبدالوهاب في عيد العلم عام 1965 وكما حدث مع فريد الأطرش ايضا حينما حصل علي قلادة النيل من الطبقة الأولي ولذلك كان عبدالحليم يشعر بأسي نفسي دفين بسبب ذلك التجاهل من جانب عبدالناصر وكان يعتقد ان هناك مراكز قوي حوله تسعي لإفساد العلاقة والوقيعة بينهما ويبدو أن الرئيس أعطي أذنه لوشاية عن صلة عبدالحليم بالأمراء السعوديين وصداقته الحميمة معهم اثناء فترة الأزمة في العلاقات وتعرض لدسائس أخري من جهات أمنية ومن فناين كبار.
7_ أم كلثوم
كانت أم كلثوم هي السيدة الأولى في مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حيث كانت لها كلمتها المسموعة وسط كل الموجودين بالقصر الرئاسي والذي كان يسمى أنذاك بمجلس قيادة الثورة وكانت دائما ما تلتقي بالرئيس وكان هو أيضا حريصا على حضور أغلب حفلاتها وكان يقول بعض المقربين من الرئيس جمال عبدالناصر أنه لم ينم يوماً واحداً دون سماع صوتها وهي تغني وكان مفتوناً بها وبصوتها.
وفي يوم من الأيام زار الرئيس جمال عبدالناصر محافظة الدقهلية والتي تعد كوكب الشرق من أبرز الشخصيات التي ولدت في هذه البلدة إستقبلته أم كلثوم بغنائها في الحفل الذي أعد خصيصا له هناك وقبل أن تبدء أم كلثوم في الغناء قامت بتقديم رسالة وتحية للرئيس جمال عبد الناصر قالت فيها:
"سيدي الرئيس انني كمواطنة تنتمي لهذا الاقليم الذي أسعدته بتشريفك أحس بالفرحة الشاملة التي يشعر بها كل فرد فيها وأنك يا سيادة الرئيس لتسعد كل بلد تشرفه بزيارتك وليس هذا مقصورا على وطننا العربي فهناك شعوب كثيرة تشاركنا هذا الحب وهذا التقدير فقد تتبعنا بقلوبنا رحلتك الموفقة إلى البلاد الصديقة الهند وباكستان وشعورنا بالفخر والإعتزاز بما تلقاه شخصيتك العظيمة من حب وحفاوة وتكريم وهزني بصفة خاصة إستقبال فناني الهند لسيادتكم وما عبروا به عن حبهم لشخصك حين أخذوا يرقونك بالبخور ويحصنونك بالدعوات وهذه يا سيادة الرئيس أعلى مراتب الحب ومن أحق من مصر الأم بتحصين إبنها البار وقد حققت ومازلت تحقق لها كل الأمال التي كانت تصل إليها إنها تحصنك بكتاب الله الكريم أقدمه لك ضارعة إلى الله أن يحرسك ويرعاك ويسدد خطاك وأن يبقيك حصناً للعروبة ورمزاً لنصرها".