يبرع كثيرون فى حل الألغاز والرموز والشفرات، وهو عمل يحتاج إلى كثير من الذكاء ودقة التركيز، ولكن هذا لا يكفى فى حال كانت تلك الرموز والشفرات منقوشة على حجر قد يعود إلى قرون طويلة ماضية، فغالبًا ما تكون تلك النقوش عبارة عن حروف للغات القديمة فى العالم، والتى تحمل تاريخ وتفاصيل حياة الأجداد.
حل لغز النقوشات والرموز لا يعتمد على الذكاء فقط، كما هو الحال فى التعامل مع الرموز والشفرات الأخرى، ففى هذه الحالة يحتج الشخص للمعرفة والدراسة العميقة فى تاريخ البشر ولغاتهم، وأن يكون الباحث قد استغرق سنوات طويلة من عمره فى دراسة تلك الأمور، وفى هذا الصدد، فإن فرصة خوض مثل تلك المغامرة تتوفر يومًا بعد يوم مع الاكتشافات المتتالية حول العالم، ومنها البحث عن حل لفك لغز النقش الغامض على إحدى الصخور خارج قرية "Plougastel-Daoulas" الفرنسية.
بدورها، أعلنت قرية "Plougastel-Daoulas"، عن مكافأة مالية بقيمة 2240 دولارا، لأى شخص يستطيع حل اللغز، وذلك بعد أن عجز خبراء عن فك لغز النقش الموجود على صخرة من المرجح أن يبلغ عمرها قرونا، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".
ويتألف النقش من أحرف ورموز، أحدها على شكل مركب شراعى، وقال عمدة القرية، دومينيك كاب، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن لغة النقش لم تحدد بعد، مضيفًا "هناك من يقول لنا إنها اللغة الباسكية، بينما يقول آخرون إنها لغة البريتانية القديمة".
وزار العديد من الأكاديميين المحليين موقع الصخرة منذ اكتشفاها، قبل 3 أو 4 سنوات، إلا أنه لم يستطع أحد بعد أن يفك اللغز، بحسب ما قاله عمدة المدينة، وبدوره قال، ميشال بوجام، مستشار البلدية الذى يشرف على التراث المحلى، إن الصخرة تحمل نقوشاً "لكلمات عديدة" وأحرفا من الأبجدية الفرنسية، ولكنهم غير قادرين على قراءتها أو تحليلها بعد، وذلك حسب ما نقلته شبكة "CNN" الإخبارية.
ونقش أيضًا على الصخرة تاريخ 1786 و1787، حيث لفت مسئول محلى يقود الحملة، فيرونيك ماركل، لوكالة "فرانس برس"، إلى أن التواريخ تتوافق إلى حد ما مع تاريخ بناء الحصون وبطاريات المدفعية وقلعة "Corbeau" المجاورة، والتى بنيت لحماية ميناء مدينة بريست القريبة، ومن المتوقع أن يختار مجموعة من الحكام، التفسير الأقرب للنقوش، بعد أن يقدم الجمهور اقتراحاته، ليمنح الفائز قيمة المكافأة المالية.