فيديو وصور.. السهوكة على طريقة الأندرجراوند.. «ماتنشف ياض مش كده»
الجمعة, 12 مايو 2017 04:00 م
مصطفى فاروق
"فجأة سابتنى أعز حبيبة، قمت بكيت والدنيا غريبة".. من منا لا يتذكر هذه الكلمات العظيمة جدًا فى معانيها "غير المفهومة بالمرة"، وأصبحت بشكل أو بآخر تعبر بشكل مأساوى عن جيل كامل من الشباب "اللى زى الورد" يواجهون جمال الحياة بابتسامة «هبلة»، صوحبت بـ«صدمة عاطفية» زلزلت كيانهم «فوقانى وتحتانى»، عندما سار هذا الجيل مرفوع الرأس فى طريق صنع المجد مصدقًا كل الإشارات التى تدل على «قولى بحبك يا شيماء فى المايك»، ليفاجأ بجملة واحدة أصبحت «تريند» مؤخرًا «خلينا إخوات أحسن»، ليستقبل استقبالا حافلا عند دخوله سجن «الفريند زون» بمقولة «نورت يا نجم مصر».
"الفريند زون" مرحلة مرضية متأخرة بعد إصابة المشاعر بعدوى «الأوفر دوز»، تبدأ بنظرة فابتسامة تكفى لخطف العقل إلى ملكوت «اللالا لاند»، لتتحول كمية المشاعر المكبوتة فى داخله إلى ما بات يعرف بظاهرة «المحن»، بضم الميم، أعراضها «سهوكة» فى الكلام، و«طراوة» فى التصرفات، وابتسامات بلهاء تترسم على محياه فور رؤيته «الكراش»، ليقوم بدلق كل ما بداخله من «أحاسيس» حب وإعجاب متراكمة فى وجهها، ويبدأ بالاهتمام الزائد والغيرة المفرطة دون مسمى أصلًا للعلاقة، حتى ينتهى به المطاف محجوزًا فى مشفى الأمراض العاطفية «الفريند زون» لا منه طال «لمسة يد» ولا تذوق طعم ريق زينة على رأى المقولة العاطفية الشهيرة «عطشان يا زينة اسقينى من ريقك».
فيما يلى نأخذك فى جولة خاطفة إلى عالم آخر بعيدا عن نجوم الصف الأول ومجال «الكوميرشيال»، فى وسط الأندرجراوند.
البداية مع «أدهم سليمان»، أكثر المطربين استهلاكًا لمسمى «العمق» فى الكلمات المعبرة عن «المحن» بشكل مبالغ فيه، تخطى حواجز الملايين فى معدلات الاستماع على الساوند كلاود وآلاف «الشير» و«بوستات ع الفيس» لأغنياته، بداية من «اسمى يفرق إيه وياكى»، وكلماتها ملئية بالدرر، «أنا زادى فى هواكى الشوق، وزوادى وأنا المعشوق»، والتى بمجرد أن تسمعها ستردد مقولة «الشوق الشوق.. بسيونى بسيونى».
ادهم سليمان
وستستفسر بالتأكيد عن ماهية «معشوق؟»، متبوعة بأشهر الجمل تكرارًا فى «الكوميكس»، «وهامشيلك بلاد الله وهاحكى لكل خلق الله، عن سيرة هوا عاشق عن تايب إلى مولاه»، أو ما يعرف باللغة «البلدى» «هاجرسك وافضحك يا..».
وأعمق من ذلك تجده فى أكثر أغانيه إثارة للجدل «المقام» من حيث المحتوى الكلامى، فيكفى «دخول» الأغنية «البعد موت لكن فى عشقك بيبقى سنة واتجاه لله»، وتشعر بتقوى الإيمان فى الرومانسية المفرطة، وتكمل بقيتها لتصطدم بتعابير تلو أخرى، لتقف فورًا بعد انتهائه، كوقفة الجمهور فى نهاية المسرحية لأداء ممثل وتقوم بالتصفيق الحار له قائلًا بصوت عال: «الله عليك يا فنان، ماتنشف ياض مش كده يعنى»!
وبمناسبة التطرق لأزمة «الحب اللى بيذل صاحبه» فلن تجد تجسيدًا غنائيًا أقوى من أغنية «ستوكهولم» لفرقة ملاذ، التى تعتبر أول باند تأتيه الجرأة للحديث عن «موضوع متلازمة ستوكهولم» أو ما يعرف باللغة العلمية «تعلق الشخص بمن يؤذيه عاطفيًا» أو باللغة الأبسط «الذلة الجنسية»، أى إهانة الشخص لنفسه وكرامته فى صالح الحصول على بعض الاهتمام ممن يحبه وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الخاصة، باختصار لو شاهدت فيلم «فيفتى شيدز أوف جراى» ستفهم المقصود.
من الفيلم
فتكفى مثلا كلماتها التى ابتدعت «رومانسية غنائية من منظور غريب «سمينى بعطر شعرك المفكوك، دوَّقينى المرار من فوق لسانك، وخلى الخصل تجلدنى وتسيبى أثر طلعى كرهك للبشر فيا وسيبينى».
ملاذ
أما أكثر أغانى الأندرجراوند التى تعبر عن مفهوم «المحن» وكل من منظور تعبيرى «محترم بزيادة» وبكلمات فصحى بعيدة تمامًا عن ابتذال العامية، فيتربع على عرش تلك المنطقة المطرب السعودى عبدالرحمن محمد، والذى كان فى وقت من الأوقات «تريند» فى حد ذاته بأغنياته «أصابك عشق» و «بروحى فتاة» وحتى «يا من هواه أعزه وأذلنى».
عبد الرحمن
فتكفى أغنيته الأشهر «أصابك عشق أم رميت بأسهم» والتى مثلت سيلًا من «الانتشار» فى عالم السوشيال ميديا وسرعان ما تحول الأمر إلى «تريقة»، «أصابك عشق؟ لا منا عملت كده ومجاش فيها.. أصابك عشق والا عندك برد؟» وهكذا، ولكن بعيدًا عن السخرية فالقصيدة فى حد ذاتها عظيمة فى محتواها الكلامى أعاد فيها إحياء التراث القديم لقصيدة اليزيد ابن معاوية بشكل أكثر عصرية ممزوج باللمسة الموسيقية، لكنك ستستغرب مقولة غريبة فى نهايتها «أغار عليها من ثيابها إذا لبستها فوق جسم منعم»، لتتبادر إلى أذهانك فورًا «إفيه» من فيلم «الفرح» بصوت الفنان محمود الجندى «استهدى بالله يا بنتى وقومى اقلعى».
اعتاد عبد الرحمن محمد على تقديم نوعية مختلفة فى محتواها من حيث المنظور العاطفى الذى يمكن أن يوصف بـ"رومانسية ملتزمة" كمن يتغزل فى محبوبته بأدب ويعاكس الكراش بشعر فصيح، بعيدًا عن الابتذال، فتكفى مثلًا غوصك فى حالة أغنية "بروحى فتاة بالعفاف تجملت"، وكلماتها «بلغوها إذا أتيتم حماها أننى مت فى الغرام فداها، واذكرونى لها بكل جميل، فعساها تحن على عساها»، وتحوى فى منتصفها أيضًا إفيه سخيف يقال على جملة "ولما طلبت منها الوصل تمنعت"، ويكون الرد "قالتلى روح امضيها من مدام عفاف فى التالت".
وبمناسبة الحديث عن «الرومانسية المحافظة»، فلا بد أن تبدو كلمة «مرسال لحبيبتى» مألوفة بالنسبة إليك، وتكمل فورًا مطلع الأغنية عند ذكرها «حبيبتى شارطة مايلة فراغ وهاكتب ليه حروف اسمك»، هى أشهر أغنيات الباند السكندرى «مسار إجبارى» والمطرب على الهلباوى، وأحدثت «قلبان» فى منظور العاطفة و «المحن» منذ ظهورها وحتى الآن، وأصبحت أكثر الأغانى طلبًا فى حفلاتهما كل على حدة، فتكفى كلماتها «كفاية إنى بحبك بس وقلبك لو بقلبى حس أو شاف حاله في بعادك، لصلى لربه واستغفر لذنبه وصام».
مسار إجباري
وربما تجذبك روح "القلش" إن كنت من محبى "إفيهات الأفلام" فى كوبليه «مانيش عارف دا جوابى الكام ماعدتش بحسب الصفحات، ماعدتش بحسب الأقلام ماعدتش بحسب اللى ضاع من الأحلام»، لتتراءى فى ذهنك مشهد منى زكى فى فيلم "من تلاتين سنة" وهى تلقى قصيدة شعر "ماعونتش ماعونتش ماعونتش".
وبما أن «المحن» يتخلله العمق فى التعبيرات أو المبالغة فى الوصف كما ذكرنا، فلا بد أن تجرب الاستماع إلى تجربة غنائية جديدة نسبيا فى وسط الأندرجرواند، حققت أغنيتها الأبرز «انتى» انتشارًا، لفرقة أقصى الوسط، دخلت كلماتها فى منعطف تكرار «انتى انتى»، على غرار فكرة أغنية «مشاعر» ولكن من منظور أكثر وصفًا من حيث المحتوى.
اقصى الوسط
تقول: "انتى المرض انتى الشفا انتى البرد انتى الدفا، انتى الهمس فى صمت طويل انتى مجرد حلم جميل"، ولعل أفضل كوبليهاتها "انتى الكلام فى أغنية بس متغنتش ليا، انتى صفحة جوا كتاب انتى حالة اكتئاب". والتى ربما تسمعها عدة مرات إذ يلفت انتباهك صوت من تؤديها، ولكن سرعان ما "تقلش" على تكرار "انتي" وتقول بتأليف كوبليهات على قياسها مصحوبة بقليل من السباب ربما.
ومع الدخول فى قوقعة العشق المطلق، فعند «دعبستك» فى تراكات الأندرجرواند، ستنتبه خلال «التقليب» على الساوند كلاود لأغنية «العشق حالة» لفرقة «جنان»، والتى تخطفك بإحساس من تؤديها، بعيدًا عن تشابه تكرار كلمة «عشق» بدلًا من «انتى» فى الأغنية السابقة، ولكن منظور معانيها مختلف.
تقول: «العشق حالة فيها فيها استحالة إن القلوب ترفض تدوب، العشق حالة ميت ألف حالة»، وتعطيك فى نهايتها جملة أشبه بالنصيحة الحياتية تسبقها بكلمة «يابنى بقولك إيه».
نهى جنان
وتتبعها بكلماتها "ياما قلوب كتير من العشق تعبت وتاهت، ووشوش لبست وشوش عشاق خانت وباعت"، لتصحبها فورًا كلمات أغنية فيلم "عن العشق والهوى".. "كتير بنعشق ولا بنطول، ومفيش حكاية بتستمر زى ما بدأت ليه على طول".
وفى بعض الحالات يصدر «المحن» نتيجة «حب من طرف واحد»، الذى ينتهى بعد قصة عشق أسطورية يعيشها «الموهوم» وحيدًا إلى «وجع» فى منطقة أبعد ما تكون عن «الفريند زون»، فلا بد أن تجرب الدخول فى «قوقعة» أغانى أمنية حسن، واحدة من أبرز أصوات وسط الأندرجرواند، تدور معظم أغانيها حول فكرة «الاكتئاب العاطفى»، لعل أبرزها أغنية «غلبنى»، تلخص حالة «الصدمة» بعد تعلق عاطفى قوبل من الطرف الآخر ببرود.
وبنفس الفكرة وبغوص أعمق فى هذه الحالة، تستمر أمنية فى "تعذيبك" بذكريات "أول علقة حب خدتها"، مع أغنية "مشاويرى"، تعبر كلماتها عما يمكن وصفه بـ"الندب ع اللى فات". "كان مشاويرى وشغلى الشاغل حاجتى اللى مسبهاش بالساهل، كان مجنونى وكان العاقل، اللى ياخدلى أى قرار، كان فضفضتى وراحة بالي". لن تستطيع سماعها إلا وتجول فى خاطرك رائعة البرنس حماقى "ده كان وكان وكان وكان فترة حلوة وأحلى إحساس بالأمان، كان حب أراهن حس بيه فى يوم إنسان، كان وكان..".
"اكمنك صدقت عينيها .. إلبس".. هذه ليست عبارة "تريقة" ولكنها "كوبليه" حقيقي من أشهر أغنيات فرقة وسط البلد، ماعدا الكلمة الأخيرة، والأكثر انتشارًا في الحفلات الجماهيرية والسوشيال ميديا، وما أنيتم ذكر كلمة "انتيكا"، لتدخل فورًا في جوها "العاطفي بزيادة"، حول "واحد حب وماطلش ولبس في الآخر"، بكلماتها "وهتفضل على طول لعبتها، إكمنك دوبت وحبيتها، اكمنك صدقت عنيها وبقت روحك بتجري عليها عليها عليها".
وسط البلد
وقبل نهاية الليستة بخطوة، وبمناسبة الشوق والمعاكسة، فيكفى ذكر اسم أسامة الهادى، والذى عرف بأغانيه ذات الطابع العاطفى والمتفائل فى أغلبها، ولكن أكثرها سهوكة بزيادة هى "كام ذكرى متسابة"، كلماتها "بحضن الأوراق وبكتب اسمك الشفاف وأنا مشتاق هنا".. "انتى كنتى زمان بعاكسك من ورا الشباك وأنا قاعد فى بلكونتى برسم الأحلام".
أسامة الهادى
وأخيرًا رغم أن هناك «ليستة تراكات» أطول بكثير من ذلك تتمحور حول تجسيد فكرة «المحن»، فلن نجد أفضل من أمير العشاق بنفسه لنختم به الرحلة، مع الفنان والموسيقى والممثل والنجم هانى عادل، والذى تخطى حواجز الملايين استماع و«شقلب» السوشيال ميديا بأجدد أغنياته المنفردة «هحكى عنك»، بعيدًا عن فرقة وسط البلد وفرقة إتش أو إتش»، بكلماتها المتمركزة حول فكرة «هفضحك فى كل حتة» ولكن على الطريقة الرومانسية.
هاني عادل
يقول: «سايبة ريحتك بين هدومى سايبة قلقك بين همومى، سايبة أيامك فى يومى وذكريات مالهاش نهاية، سايبة حاجة فكل حاجة رغم انك مش معايا».