فى عام 1956 نشرت مجلة الكواكب موضوعا صحفيا بعنوان "قصص كتبها القدر" تحدث فيها عدد من نجوم الزمن الجميل عن مواقف وأحداث غريبة وصعبة مرت بهم، وغيّرت من طبيعة حياتهم الهادئة، ولعب فيها القدر دورا كبيرا ليفرق بين الحياة والموت، وكأنهم كانوا خلالها مدفوعين بقوة خفية قادتهم للتصرف فى هذه المواقف.
ومن بين هذه المواقف ما روته الفنانة فاتن حمامة، والتى أشارت إلى أنها عندما تزوجت من المخرج عز الدين ذوالفقار كانت تقيم فى شارع الأنتكخانة، وفى هذا المنزل كانت تقيم أسرة من زوج وزوج وولدين أكبرهما لا يتجاوز 7 سنوات.
وأوضحت سيدة الشاشة العربية أنه فجأة أصيب جارهم والد الطفلين بانهيار عصبى فتحولت حياة الأسرة الهادئة إلى جحيم.
وأشارت إلى أن الرجل كان يعتدى على زوجته وأولاده دائما ولم يكن أحد من القاطنين بالعمارة يجرؤ على أن يتدخل لمنع اعتداء الرجل على أفراد أسرته خشية أن يصاب منه بأذى.
ولكن ذات يوم ساءت حالة الرجل، وحاول أن يلقى نفسه من الدور السابع، وحاولت زوجته منعه، وكان جزاؤها أن أشهر الزوج عليها وعلى أولاده مسدسا محاولاً قتلهم، فأسرعت الزوجة مع ولديها للاحتماء بإحدى الغرف، وهو ما دفع الزوج للتهديد بحرق المنزل كله إذا لم تخرج زوجته وولداه ليقتلهم جميعا.
وأضافت فاتن حمامة، أن السكان سارعوا بإبلاغ الشرطة، بينما ظل الرجل يطلق الرصاص على أثاث المنزل، وفى هذه اللحظة دخلت فاتن إلى الشقة فى محاولة لإنقاذ الأم والطفلين، ففوجئت بالرجل أمامها وهنا حيته بابتسامة وراحت تتحدث إليه وهو يصوب المسدس نحوها، وما أن شرد الرجل قليلا حتى انتهزتها فاتن حمامة فرصة وقذفت يده بقطعة أثاث فسقط المسدس من يده، فالتقطته وصوبته نحوه وهددته بإطلاق الرصاص عليه، فتحول الرجل إلى حالة من الضعف والبكاء وتجمع الجيران وأنقذوا الزوجة والأولاد واقتادوا الرجل إلى مستشفى الأمراض العقلية.
وأكدت فاتن حمامة أنها كلما تذكرت هذا الموقف اندهشت من تصرفها الذى كاد أن يكلفها حياتها، مشيرة إلى أنها تصرفت وكان قوة خفية دفعتها دفعا لإنقاذ الأم والأطفال.