فن الدعاية من أهم الفنون التى يلجأ لها ويعتمد عليها كل من عرف طريق الشهرة أو يسعى للوصول إليها سواء شركات أو أفراد أو مؤسسات، ومنذ زمن طويل يعرف أهل الفن أهمية فنون الدعاية وتأثيرها على جماهيريتهم.
وتتطور فنون الدعاية باستمرار حتى تواكب الذوق العام والتغيرات التى تحدث فى المجتمع، ومع هذا التطور المتلاحق قد تصيبك الدهشة والتعجب إذا نظرت إلى طرق الدعاية القديمة، وقد يراها البعض مثيرة للضحك بسبب استخدامها أساليب المبالغة فى إطلاق المسميات.
وفى عام 1958 نشرت مجلة الكواكب موضوع بعنوان "للفن امبراطور اسمه الدعاية"، تناول أهمية الدعاية لأهل الفن ووصفها بأنها بمثابة مساحيق التجميل التى تضعها المرأة على وجهها لتصبح أجمل من حقيقتها بكثير وأنها الزمام الذى يقود المتطلعين إلى السلم المجد، بل أنها سلم المجد ذاته.
وأشادت مجلة الكواكب حينها بالتطور الذى حدث فى فنون الدعاية وما وصلت له من رقى، مؤكدة أن الدعاية أصبحت تسبق الفن نفسه وأصبح لها مدارس ومناهج ودولة كبيرة لها سلطان أقوى من سلطان الدول الكبرى، كما أنها أصبحت من ضرورات الاقتصاد والفن السينمائى والمسرحى.
وخلال هذا العدد من الكواكب الذى صدر منذ أكثر من نصف قرن عرضت المجلة كنوع من الطرافة والتعجب بعذ أساليب الدعاية فى سنواتها الأولى وكيف كانت أساليب الدعاية قبل صدور هذا العدد بـ25 عاما أى منذ ما يقرب من 75 عاما من الآن، مشيرة إلى أن الدعاية كانت فى بداياتها تعتمد على التضخيم الساذج وضربت عدد من الأمثلة على ذلك.
وكان من أهم الأمثلة التى طرحتها الكواكب ما كانت تفعله فرقة رمسيس، حيث كانت تلقب صاحبها ومديرها الفنان الكبير يوسف بك وهبى بلقب "مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ التمثيل، وتلميذ كيانتونى العظيم" حيث تعلم يوسف وهبى فن التمثيل على يد الفنان الإيطالى كيانتونى.
كما كانت تطلق على منيرة المهدية لقب "سلطانة الطرب ذات الصوت الملائكى الساحر والجمال الآخاذ"
وكانت الإعلانات تقول "هلموا إلى حجز تذاكركم قبل نفاذها، ولا يفوتكم مشاهدة هذه الرواية الهزلية الانتقادية الاجتماعية المضحكة ذات الأربع فصول".