جميلة الجميلات التى لم يأت الزمان بمثلها، أيقونة الرقة والجمال والمرح والدلال والحب، تنظر لوجهها الجميل فتشعر أنك ترى وجه مصر البهية المبهجة التى تشع نوراً وحباً فى الحياة، جميلة فى كل مراحل حياتها، جمالها أقوى من الزمن، كانت وستظل للأبد محبوبة الجماهير التى لا يختلف على حبها اثنان، ظلت ولا تزال هذا الطيف الجميل المتفرد الذى رأى فيه الجمهور البنت الجميلة الشقية والمرأة القوية والأم الحنون، والتقية العابدة الزاهدة فى الأضواء، بل ورآها رمزا للوطن الذى يسعى للتحرر ومقاومة القبح والظلم، إنها الجميلة شادية التى تحل ذكرى وفاتها اليوم حيث رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 28 نوفمبر من عام 2017.
عامان مرا على رحيل الجسد، ورغم ذلك لم ترحل شادية ولم تغب رغم أنها ابتعدت عن الأضواء قبل وفاتها بسنوات طويلة بعدما اختارت الاعتزال وتفرغت للعبادة واستعدت للرحلة إلى الله، وكان آخر ظهور لها فى الليلة المحمدية عام 1986 والتى اختتمت خلالها حياتها الفنية بآخر أعمالها أغنية "خد بإيدى"، وكأنها لم تغن فى هذه الليلة المباركة بل كانت تناجى الله ورسوله لتبدأ رحلة جديدة فى حياتها.
ظلت شادية لسنوات طويلة مبتعدة عن الاضواء ترفض الظهور مطلقا حتى عندما عرضت عليها الإعلامية سناء منصور أن تسجل أدعية بصوتها فى شهر رمضان، رفضت وأرادت التفرغ الكامل لحياتها الجديدة وخلوتها مع عباداتها و كتاب الله.
وفى حوار نادر ووحيد عام 1993 عرضه برنامج "معكم منى الشاذلى"، على قناة cbc تحدثت شادية عن خطواتها نحو الاعتزال وأسباب هذا القرار وتفاصيل حوارها مع الشيخ الشعراوى.
وقالت شادية خلال الفيديو إنها فكرت فى الاعتزال قبل مسرحية ريا وسكينة، وأنها كانت من قبل تمثل وتغنى وهو ما يجعلها تعمل طوال الوقت، فإن لم تجد رواية جيدة تجد اغنية جيدة أو العكس، فكانت حياتها مليئة بالعمل، وبدأت تشعر بأنه لا شىء يعجبها من الروايات والأغانى أو أحيانا يصيبها الكسل فلا تقرأ ما يعرض عليها من روايات.
وقالت شادية خلال الفيديو النادر أنها فكرت فى الاعتزال حتى تحدث معها المخرج حسين كمال واقترح عليها المشاركة فى مسرحية، فتعجبت وقالت أنها تفكر فى الاعتزال فكيف تتجه للمسرح لأول مرة فى حياتها، وعندما طرح عليها اسم الرواية " ريا وسكينة" جذبتها وأخبرته بأن يرسل لها الرواية، وبمجرد أن قرأت الفصل الأول قررت أن تقدمها، ولكن كان لديها مخاوف فكيف تقدم مسرحا لأول مرة وتمثل يوميا ، وبالفعل قدمتها لمدة 4 شهور وحققت نجاحا كبيرا.
وأشارت شادية خلال الفيديو أن عملها بالمسرح جعلها تعود للمنزل فى وقت متأخر وتنتظر صلاة الفجر ولم تكن تصليه من قبل، ومن هنا بدأ مشوار رحلتها إلى الله فاعتادت أن تصلى الفجر وتوقظ والدتها للصلاة معها ثم تقرأ القرآن وتبكى وتدعو الله بأن تحج إلى بيته الحرام.
وأضافت أنها فى هذا الوقت كان يجب أن تذهب فى رحلة علاجية إلى أمريكا ، وبالفعل سافرت وعادت من رحلتها لتؤدى مناسك العمرة، وبعدها تحدث معها على هيكل عن مشاركتها بأغنية دينية فى المولد النبوى فتحمست وبالفعل غنت الأغنية.
وقالت محبوبة الجماهير:" عمرى ما حسيت بأمان وراحة زى ماحسيت فى الأغنية دى"
وتابعت:" أديت العمرة والحج وقؤؤت ألا أشارك فى أفلام ولكن يمكن أن أقدم أغانى"، مؤكدة أنها كانت تشعر بالقلق ولم تعجبها أى كلمات وفقدت القدرة على حفظ أى اغنية ، وتحدثت مع الشاعر أحمد شفيق كامل ووصفت له شعورها ، فقال لها أنها تريد ان تتحجب وأن هذا ما يجب أن تفعله ، وفى اليوم التالى تحدثت مع الشيخ الشعراوى وطلبت مقابلته وبالفعل ذهبت للقائه.
وتحدثت شادية خلال الفيديو النادر عن تفاصيل لقائها بالشيخ الشعراوى والحورا الذى دار بينهما خلال هذا اللقاء.