وجهه كوجه الطفل البرىء لا يملك من يراه إلا أن يحبه حتى دون أن يتكلم، ابتسامته وخفة ظله أسعدت الملايين ورسمت البسمة على الوجوه، سيرته أطول كثيرا من عمره القصير فى هذه الدنيا التى تركها قبل أن يكمل عامه الأربعين ليرحل عن دنيانا فى مثل هذا اليوم الموافق 11 فبراير من عام 2003.
علاء ولى الدين هذا الفنان الذى عاش بعد موته وصنع حالة خاصة من الحب والوفاء والارتباط بالجمهور وبزملائه لم يصنعها غيره، وكأنه كان يعرف أن عمره فى الدنيا قصير، فاختار أن يعيش بعد موته فى وجدان الملايين من عشاق فنه وأخلاقه وطيبة قلبه، وكلما مرت السنوات على وفاته زاد هذا الحب وتضاعف الوفاء له فى قلوب زملائه وجمهوره.
وهناك جوانب خافية من حياة الراحل الجميل علاء ولى الدين لا يعرفها سوى المقربين منه تفسر هذه الحالة من الحب والنقاء والروحانية التي ترتبط به حتى بعد وفاته ورحيله عن دنيانا. وفى حوار عن حياة الراحل علاء ولى الدين أجريناه مع شقيقه معتز ولى الدين وابن عمه إسماعيل ولى الدين تحدثا عن الجانب الصوفى في حياة ناظر مدرسة الضحك.
وقال معتز ولى الدين الشقيق الأصغر لعلاء: "علاء كان متدين وصوفى ويعشق آل البيت ويزور الأولياء الصالحين متخفيا حتى لا يتجمهر حوله الناس، وعمل أكتر من عمرة واصطحب أمى معه، وكان له ورد يومى لا ينام إلا بعد أن يقرأه حتى فى أشد فترات انشغاله وحتى فى أوقات التعب ومعاناته من مرض السكر كان دائما مبتسما».
وأشار الشقيق الأصغر إلى سبحة شقيقه التي يحتفظ بها قائلا: «كان متعود يردد ألف صلاة على النبى على هذه السبحة كل ليلة»
بينما تحدث إسماعيل ولى الدين ابن عم الراحل علاء ولى الدين عن ذكرياته مع الفنان الراحل قائلا: "كان كبير عيلة ومشهور بكرمه، وكان يحرص على زيارة قريته بالمنيا، يرتدى الجلابية والعباية ويذهب إلى أكثر المناطق فقرا لمساعدة أهلها".
وتابع: "ذهبت له أثناء عرض مسرحية ألاباندا، فسألنى : انت صليت؟، فقلت: سأصلى بعد أن أذهب للبيت، فأشار إلى سجادة الصلاة المفروشة فى غرفته وقال: أنا فارش السجادة فى بيت الشيطان، وباعمل الورد بتاعى فى وسط اللى انت شايفه، انت لازم تبقى جاهز وتحضر شنطتك اللى هتسافر بيها فوق فى وقت ماتعرفهوش".
وأضاف إسماعيل ولى الدين: "فى آخر عمرة قام بها علاء قبل سفره الأخير إلى البرازيل أحضر حقيبة بها مسك وتراب من البقيع، وأعطاها لشقيقه خالد فى وجودى أنا ومحمد هنيدى وقال: الشنطة دى افتحوها يوم وفاتى، حطوا التراب تحت راسى وغسلونى بالمسك، وبالفعل هنيدى نزل القبر أثناء دفن علاء لتنفيذ الوصية".
ويكمل: "علاء اشترى مدفن قبل وفاته بـ6 شهور وكان كل جمعة يأخذنا لنقرأ القرآن، وذهب آخر مرة قبل وفاته بعشرين يوما، ووضع يده على الرمل وقال ياااه لما الواحد يرتاح هنا، لما أموت حطونى هنا واعملوا كذا وكذا".
ويكشف ابن عم علاء ولى الدين أنه كان ينوى أن يصطحب والدته بعد الانتهاء من تصوير فيلم عربى تعريفة للإقامة الدائمة فى مكة، مضيفاً: علاء كبر تكبيرات العيد فى البرازيل وقال لى بعد عودته أنا كبرت وذكرت اسم الله فى حتة ماسمعتش صوت أذان قبل كده، وبعد وصوله للقاهرة فجر عيد الأضحى قال له أخوه خالد: أنا جهزت لك شقة الزوجية، فرد علاء قائلا: تعبت نفسك ليه أنا عارف مش هادخلها، وكلمنى فذهبت إليه ووجدته على السطوح، دبح وكان طبيعى جدا وبيهزر ويقول إيفيهات، وبعدها أخدت أنا وأخوه خالد شنط اللحم لتوزيعها، وقال علاء لوالدته: أنا هادخل أنام ولما ييجى إسماعيل وخالد هاقوم أعمل السنة وناكل الفتة".
يشير إسماعيل ولى الدين إلى أنه لم يمر سوى دقائق معدودة بعد نزوله مع خالد شقيق علاء حتى اتصل بهم شقيقه معتز وهو يصرخ: تعالوا بسرعة علاء مات: "رجعنا لقيناه وقع على الأرض بمجرد دخول غرفته والطبيب قال إنه أصيب بسكتة دماغية".
وأضاف: "كان جايب شنطة سفر كبيرة بها هدايا لكل أصدقائه وزعناها بعد وفاته، وكذلك مبلغ 400 ألف جنيه عربون الفيلم تمت إعادتها لشريف عرفة".
وعن أواخر أيام حياة شقيقه الفنان الراحل علاء ولى الدين قال معتز ولى الدين: "كان دايما عنده إحساس إنه هيموت بدرى، وقبل سفره الأخير إلى البرازيل ذهب لأداء العمرة وأحضر معه عطر ومسك للغسل وأعطاه لأخى خالد وقال له لما أموت غسلونى بيه".
يحكى عن وفاة شقيقه الراحل: "لم تكن هناك مقدمات تشير إلى أنه يوشك على الموت، رجع ليلة عيد الأضحى من البرازيل بعد تصوير 18 دقيقة من فيلم عربى تعريفة، وصلى الفجر والعيد، وبعد ذبح الأضحية دخل ينام، وبعد دقائق اكتشفنا وفاته".