إحسان الجزايرلى هى فنانة من العيار الثقيل، كان لها إطلالة خاصة ومميزة وكذلك حضور قوى وأسلوب مختلف فى الكوميديا ميزها عن باقى جيلها، حيث كانت تعتمد على كوميديا الموقف واستغلت تكوينها الجسدى فى ذلك فكانت تمتلك جسدا ضخما، ورغم ذلك التكوين الجسدى إلا أنها أصبحت فتاة أحلام الكثير من الشباب حينذاك، تمثل أعمالها الفنية تاريخ بداية السينما المصرية، حيث كونت أول ثنائى فى تاريخ السينما المصرية مع والدها فوزى الجزايرلى والذى يعتبر واحدا من رواد المسرح المصرى.
عشقت التمثيل منذ الصغر حيث نشأت فى أسرة فنية، وكانت تقدم أعمالها بمنهج السهل الممتنع، كونت مع والدها فرقة مسرحية بعماد الدين، واستطاعوا أن يخطفوا جميع الأنظار إليهم وكانت والدتها وأخيها الأصغر يعملوا فى نفس الفرقة، ولكن لمع نجمها هى ووالدها أكثر منهم، كما يرجع الفضل لتلك الفرقة فى اكتشاف موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذى كان يغنى فى فترات الاستراحة بين فصول المسرحيات، وكان عمره حينذاك لم يتخط 11 عاما، ولم تتوقف عند المسرح بل بدأت الانطلاقة الحقيقة فى السينما وقدمت أول أعمالها السينمائية والتى شاركها فيها والدها أيضا والذى أطلق عليه حينذاك لقب "بحبح" وكانت تجسد دائما دور والدته وساعدتها بنيتها الجسدية على ذلك حيث إن الجمهور لم يشك للحظة أنها ابنة الفنان فوزى الجزايرلى.
انضمت الفنانة مارى منيب لفرقتهم المسرحية على يد الفنان الراحل على الكسار، واستطاعت مارى فى فترة قصيرة أن تثبت موهبتها ولكن نجاحها لم يكن يسبب أرقا لإحسان، حيث كانت ترى أنها بطلة العرض ونجاحها ملفت أكثر من أى ممثلة أخرى، إلى أن حدث مالم تكن تتوقعه فى إحدى ليالى العرض سقطت إحسان على المسرح وبسبب امتلاء جسدها تسبب السقوط فى كسر إحدى أقدامها ومن ثم تجيسها، وطلب منها الطبيب الراحة لمدة ثلاثة أشهر، ولم يجد والدها مفرا من وجود بديل لها لحين عودتها مرة أخرى.
كانت مارى هى الخيار الأول له وبالفعل أدت مارى دور "أم أحمد" التى كانت تقدمه إحسان، والمفاجأة أنها حققت نجاحا غير متوقع فاق نجاح إحسان بل زادت إيرادات المسرحية بسببها، ومن هنا دبت الغيرة والحقد فى قلب إحسان وقررت أن تعود مهما كلفها الأمر، وعادت مرة أخرى وكتبت لافته على المسرح "الليلة تعود إليكم إحسان الجزايرلى فى دور أم أحمد من خارج القطر المصرى" وأطاحت إحسان بمارى من الفرقة، ولكن عمرها الفنى كان قصيرا فقد توفيت إثر أزمة صحية وهى لم تتخط 38 عاما.