فى مثل هذا اليوم الموافق 9 يوليو من عام 2006، رحل عن عالمنا أحد عمالقة الفن والكوميديا الفنان الكبير عبد المنعم مدبولى صاحب مدرسة المدبوليزم والكوميديا الراقية، والذى اكتشف عددا من نجوم الفن، وقدم روائع فنية فى المسرح والسينما والتلفزيون.
بابا عبده متعدد المواهب الذى استطاع أن يضحكنا ويبكينا، الفنان والمخرج والمؤلف والرسام، خير من جسد دور الأب وغنى أغان للأطفال والكبار.
وفى حوار مع أمل عبد المنعم مدبولى، ابنة الفنان الكبير، تحدثت عن مواهب والدها المتعددة، كمخرج ومؤلف ورسام ونحات،
وقالت الابنة إن الفنان الكبير عبد المنعم مدبولى التحق بكلية الفنون التطبيقية، حيث لم يكن معهد التمثيل قد بدأ، وبعد تخرجه فى كلية الفنون التطبيقية كان معهد التمثيل قد بدأ، فالتحق به، وكان ضمن ثانى دفعة بالمعهد، وعندما وصل عمره 17 عاما بدأ يعمل باحتراف، حيث عمل مع فاطمة رشدى وجورج أبيض، وظلت موهبة الرسم تلازمه دائما، حتى إنه رسم لوحات كثيرة، وعمل معارض كان يحضرها فاروق حسنى، وأخذوا بعض لوحاته، ووضعوها فى رئاسة الجمهورية وفى وزارة الثقافة، كما أنه شارك فى إصلاح لوحات قصر المانسترلى.
وأشارت أمل عبد المنعم مدبولى إلى براعة والدها فى غناء الاسكتشات والاستعراضات، على الرغم من أنه لم يكن مطربا، حيث غنّى العديد من الأغانى التى حققت نجاحا كبيرا، أبرزها أغانى الأطفال، مثل أغنية "توت توت"، والأغانى التى قدمها خلال فوازير الأطفال "جدو عبده"، فضلا عن عدد من أغانى الأفلام، أشهرها أغنية "طيب يا صبر طيب"، التى غناها فى فيلم "مولد يا دنيا"، التي حققت نجاحا مدويا، حتى تمنى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أن يلحن له وطلب ذلك بنفسه، وكانت المرة الأولى التى يطلب فيها الموسيقار الكبير التلحين لفنان.
وعن هذه الواقعة قالت أمل عبد المنعم مدبولى: "كانت علاقة والدى قوية بعبد الوهاب، الذى حضر افتتاح فيلم "مولد يا دنيا" وكان الفيلم من إنتاج صوت الفن، وأعجبته أغنية الفيلم، وشعر بالغيرة من نجاحها، وكانت من تلحين كمال الطويل، وقال لوالدى عاوز ألحن لك، وبعدها تقابلا فى مناسبة، وقال له والدى: أعرفك بنفسى أنا المطرب عبد المنعم مدبولى، فقال له عبد الوهاب لازم أعملك حاجة".
وتابعت: "وبالفعل لحن موسيقار الأجيال لوالدى أغنية خلال فيلم «ألف بوسة وبوسة»، ولكنها لم تأخذ نجاح أغنية فيلم مولد يا دنيا."
وأشارت أمل عبد المنعم مدبولى إلى أحد المواقف الغريبة التى حدثت لوالدها قائلة: "والدى دائما يحب الضحك، ويتمتع بخفة ظل كبيرة كما كان على الشاشة، وأتذكر أحد المواقف الطريفة عندما كان فى الحج وأثناء وجوده بالحرم ومعه والدتى رآه أحد الحجاج المصريين وسلم عليه وقبل رأسه ويده، وكان هناك وفد آسيوى وعندما رأوا الرجل يفعل ذلك اعتقدوا أن والدى ولى من الأولياء وتزاحم الناس عليه وأخذوا يقبلون يده ورأسه، ولم يستطع والدى الخروج من الحرم إلا بالبوليس".