"الجمال والرقة والقوة والشقاوة والطرب" مواصفات اجتمعت فى النجمة الكبيرة الراحلة هدى سلطان، التى تحل اليوم ذكرى ميلادها، فهى لم تكن مجرد مطربة ولكنها حالة فنية متكاملة قليلا ما يتواجد مثلها فى الوسط الفنى.
ولدت هدى سلطان فى 15 أغسطس عام 1925 فى قرية كفر أبو جندى بمحافظة الغربية وبدى عليها موهبة الغناء منذ الطفولة، وتزوجت وهى فى سن صغيرة، ورحلت مع زوجها إلى القاهرة، وواجهت بعض المتاعب بسبب رفض شقيقها الفنان محمد فوزى احترافها الفن، خاصة بعد أن طُلقت من زوجها، إلا أنها تمسكت بحلمها فى أن تصبح مطربة وممثلة وهو ما نجحت فى تحقيقه بعد فترة قصيرة من دخولها عالم الفن.
جسّدت الفنانة هدى سلطان شخصية الأم فى أعمال درامية عديدة، وكانت الفنانة الراحلة تتعامل مع هؤلاء الفنانين أثناء التصوير على أنهم أولادها فعلًا، وتحاول أن تصل إلى تهيئة الجو الأسرى بالاستديو، وقالت فى حوار لها مع مجلة الكواكب: "لولا الصدق والترابط بين "فاطمة تعلبة" و7 أولاد رجال وبنتين وزوجاتهم لما انعكس كل هذا الحب على الشاشة، لم أكن أشعر أننى أقول كلاما على الورق بل مشاعر وأحاسيس، وكنت حريصة على الكلام باللهجة الفلاحى داخل بيتى لدرجة أن حفيدتى "نبيلة" وهى فى مدرسة أجنبية كانت تندهش من لهجتى فكنت أقول لها بأن هذه لغة أجدادنا من الفلاحين".
يعد مسلسل الوتد صاحب اللقطة الأولى فى تاريخ الدراما المصرية من حيث تناول مشهد انتشار الوباء، فجاءت الحلقة رقم 23 تحت عنوان الكوليرا التى تسببت فى حالة من الخوف والفزع لأسرة فاطمة تعلبة وحصد أرواح أبناء القرية، والعمل من تأليف خيرى شلبى، وإخراج أحمد النحاس، وبطولة هدى سلطان، يوسف شعبان، فادية عبد الغنى، هالة فاخر، مجدى فكرى، أحمد سلامة، حنان ترك.
فايق عزب الذى جسده شخصية العمدة أولى ضحايا الكوليرا التى أسدلت الستار على العديد من أبطال المسلسل نتيجة تفشيها بين أهالى القرية بشكل كبير ثم تنتقل الكامير إلى دار الحاجة فاطمة تعلبة وخوفها الشديد على أبنائها من خطورة الكوليرا وتعاملها معها بطريقتها الخاصة وحبسهم داخل المنزل لفترة طويلة ومنعهم من الخروج مع غلق الأبواب والنوافذ بالإضافة إلى حرق ملابس أبنائها.
تدور أحداث المسلسل حول عائلة فاطمة تعلبة (هدى سلطان) وأكبر أبنائها هو الحاج درويش (يوسف شعبان). فى إطار أسرة مصرية الأم فاطمة تعلبة تربى أبنائها بأسلوبها الخاص وهدفها الأساسى هو تكوين عائلة كبيرة مترابطة وغير مفككة، وتأمين مستقبل العائلة بشراء الأراضى الزراعية لهم ليصبحوا من ذوى الأملاك. تسيطر فاطمة تعلبة على كل قرارات العائلة حتى أنها تقوم باختيار زوجات أبنائها بدون أخذ رأيهم وتقوم بتزويجهم، وتتحكم فى زوجات أبنائها وبالمنزل بكامله وينتهى المسلسل بموت درويش حزنا على حالة والدته الصحية والتى تتوفى بعده بأسبوع.