تحل ذكرى وفاة الفنانة كاميليا، اليوم الإثنين الموافق 31 أغسطس، التى توفيت فى حادث طائرة، ويعتبره الكثيرون لغزا، حيث تردد أن الحادث مدبر من بعض الجهات الأجنبية، ورغم أن عمرها صغير لما يتجاوز الواحد والثلاثين وبالتالى مشوارها الفنى قصير، حيث لم يتعد رصيدها الـ20 فيلما، ولكن جمالها وأنوثتها جعلاها نجمة وسط نجمات جيلها، وهو ما لمسه الجمهور، بعد أدوار البطولة التى جسدتها وحققت نجاحا، ويعتبرها الكثير أجمل خادمة فى تاريخ السينما المصرية، بعد أداء دور البطولة فى فيلم "قمر 14" والذى حقق نجاحا كبيرا جماهيريا.
وعلى الرغم من عمرها الصغير، إلا أن الكثير من الرجال وقعوا فى حبها نظرا لجمالها الفائق، ولكن البعض هرب من الاعتراف لها بالحب خوفا من صدمة الرد، وأن يتعرض للجرح، والبعض قرر أن يعترف لها رغم أن علاقتها كانت وطيدة بالملك فاروق، الذى وقع أيضا فى حبها عندما شاهدها فى إحدى الحفلات، ووصلت به الدرجة إلى أن يهدد كل من يحاول الاقتراب منها من شدة حبه لها.
ولكن فى حياة كامليا قصة لا تنسى وهى مع الفنان رشدى أباظة، الذى لم يستطع أن يقاوم جمالها ودلالها وربطتهما علاقة حب قوية، وأراد أن يتزوجها رغم معرفته بأن الملك فاروق معجبا بها، ورغم معرفته بأنه يهدد من يحاول الاقتراب منها، ولكنه لم يبالِ بهذا الكلام، وبالفعل أرسل له شخصا يحذره من خطورة هذه العلاقة، وقال له، "ابعد عن كاميليا حرصا على حياتك"، لكنه لم يستجب، حتى أن الملك فاروق قال لكاميليا إنه سيقتل رشدى، وعندما نقلت الرسالة إليه، رد عليها قائلا: "يعمل اللى يقدر عليه".
وفى أحد لقاءات الفنان رشدى أباظة، قال: إن الفنانة كاميليا الوحيدة التى صفعته على وجهه مرتين، بعد أن وجدته جالسا مع سيدة أخرى، وكانت هذه هى أول مرة يجرؤ فيها إنسان على صفعى، ومع ذلك فإننى عندما تلقيت منها الصفعتين صعب على أن أردهما لها وهى المرأة الجميلة التى أحبها، ولم أستطع إلا أن أضحك، فكان ذلك سببًا فى زيادة عصبيتها وثورتها.
وأضاف، كاميليا إنسانة صريحة جدا، وأذكر أننى غضبت عليها فى إحدى المرات، وابتعدت عنها طوال ثلاثة أيام، وفى اليوم الرابع شربت كأسين، وذهبت إلى بيتها لكى أحاسب هذه المرأة التى تزعم أنها تحبنى ولا تسأل على، وكانت تضع على عينيها نظارة، وتحمل كتابًا، واستدارت وعادت إلى الصالون، ودخلت وراءها، وأخذت أتصرف بعصبية وهى لا ترد على وأخيرًا، صعد الدم إلى رأسى فصرخت بها: أنت يا ست.. إزاى بتقولى إنك بتحبينى ولا تسأليش عنى ثلاثة أيام" فكان معروف عنها أنها صاحبة شخصية قوية.
وفى يوم مشئوم شعرت كاميليا بآلام فى معدتها بشكل متكرر، وأرادت السفر إلى سويسرا لتعرض نفسها على الأطباء هناك، وطلبت حجز مكان لها على هذه الطائرة، ولم يكن هناك مكان لها، ولكن موظف الشركة وعدها بأن يبذل قصارى جهده، خاصة بعدما عرف بمرضها، وفى المساء اتصل بها وأخبرها عن تنازل أحد الركاب المصريين عن مكانه وتذكرته لأسباب مفاجئة، وكان هذا الرجل هو الكاتب الصحفى أنيس منصور، وبالفعل فرحت كاميليا وعقدت العزم على السفر، ولكن يشاء القدر وتسقط الطائرة بعد إقلاعها من مطار القاهرة فى مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة، وعمرها لا يتجاوز الواحد والثلاثين.