قد نتعجب حاليا حين نرى بعض السيدات يقمن حفلات يحتفلن فيها بالطلاق، وكثيرا ما نرى نجوم الفن يتكتمون أخبار زواجهم وطلاقهم لفترة، يتداول فيها الكثيرون الشائعات حتى تظهر حقيقتها، ولكن ما لم نره مطلقا هو أن تسجل كاميرات الصحافة ووسائل الإعلام وقائع الطلاق بين نجمين من نجوم الفن، وأن تحضر معهما أثناء هذا الطلاق وتجلس معهما عند المأذون.
ولكن حدث هذا بالفعل وكان طلاق النجمة الاستعراضية نعيمة عاكف التى تحل ذكرى ميلادها اليوم الموافق 7 أكتوبر من المخرج حسين فوزى أول طلاق تسجله عدسات الكاميرات، ويحضره محرر صحفى من مجلة الكواكب؛ ليسجل أحداثه عند المأذون، ويلتقط خلاله الصور للنجمين الكبيرين، لتسجل مجلة الكواكب فى عدد نادر صدر بتاريخ 26 أغسطس عام 1958 وأهداه لنا المؤرخ الفنى نعيم المامون هذا الانفراد عن تفاصيل هذه اللحظات بين النجمين اللذين عاشا حياة زوجية كات مضرب المثل بين أصدقائهما من الوسط الفنى.
ونشر الموضوع وصوره تحت عنوان: "الكواكب تنفرد بتسجيل طلاق نعيمة عاكف وحسين فوزى"، وانفرد محرر المجلة الكاتب الصحفى حسين عثمان بتسجيل هذه اللحظات ونشر صور للزوجين أثناء الطلاق.
وقالت الكواكب، إن الخلافات دبت بين الزوجين نعيمة عاكف والمخرج حسين فوزى، بعد حياة زوجية سعيدة، واستمرت هذه الخلافات لمدة 9 شهور قبل هذا الطلاق وحاول زملاؤهما التقريب بينهما، وأن الزوجين لم يعلنا للصحافة أسباب هذه الخلافات التى قربتهما أكثر من مرة إلى مكتب المأذون، ولكنهما تراجعا حتى وقع الطلاق بالفعل.
وكان محرر الكواكب قد حضر إلى مكتب يوسف كامل عبد العزيز محامى الزوجان، حيث حضر المأذون، وتمت فى مكتبه وقائع الطلاق، وحاول محرر الكواكب معرفة سبب الطلاق فأجابه المخرج حسين فوزى فى حزن بأنه لا يعرف السبب، وأن الطلاق كالموت الذى يداهم الإنسان ولا راد له، دون أن يُفصح عن السبب الحقيقى، بينما قالت نعيمة عاكف وهى ترتدى نظارة سوداء لم تفلح فى أن تخفى دموعها: "ربنا عاوز كده، ودى إرادته، كل شىء قسمة ونصيب".
ورفض المحامى الحديث عن الأسباب، مؤكدا أن ذلك من أسرار مهنته، حيث ارتبط المحامى بعلاقة صداقة طويلة بالزوجين وتدخل أكثر من مرة لوقف الطلاق، ونجحت محاولاته فى تأجيله أكثر من مرة، ولكنها فشلت فى المرة الأخيرة.
وأشارت الكواكب إلى أن هذا الطلاق الذى حضرته هو الطلاق الثانى بين نعيمة عاكف وحسين فوزى، بينما وقع الطلاق الأول قبل شهر؛ بسبب اشتداد الخلاف بين الزوجين، حيث ثار حسين وفوزى وألقى يمين الطلاق على نعيمة، وكان طلاقا رجعيا وردها إلى عصمته فى نفس اليوم، وأن أعصاب نعيمة خلال هذه الفترة كانت متوترة؛ بسبب إصابتها بمرض الكلى.
كما اتفق الزوجان على الطلاق أكثر من مرة، لولا تدخل أصدقائهما مديحة يسرى ومحمد فوزى وفريد شوقى وهدى سلطان، وعندما لم تفلح محاولتهم، استعانوا بصديقهم المحامى يوسف كامل، الذى أقنع الزوجين بالتراجع عن الطلاق، بعد أن حر المأذون وبكى الزوجان، وبعدها سافرا إلى تونس لتهدئة أعصابهما ولكن الخلافات تجددت بعد عودتهما.
وأكد حسين فوزى عندما ألح عليه محرر الكواكب إلى أن عيون الحساد السبب فى الخلافات التى وصلت للطلاق وأن أعصابه تنهار، مؤكدا أنه حين أصدر بيانا للصحف قبل ذلك يؤكد فيه عدم طلاقه من نعيمة كان صادقا، مؤكدا أنه يقدر نعيمة كفنانة، ولن يتوقف التعاون بينهما بعد الطلاق، وسيعتبر نفسه أخاها الأكبر الذى يقدم لها أى مساعدة تحتاجها.
وأشار محرر الكواكب إلى أن نعيمة عاكف كانت انتقلت من شقة الزوجية إلى شقة أخرى بالزمالك ونقلت إليها متعلقاتها وحين كانت تحتاج شيئا كان حسين فوزى يرسله لها على الفور.
وبعد أن أتى المأذون لإنهاء إجراءات الطلاق ومد يده بنسختى ورقة الطلاق، تسمرت نعيمة عاكف، وسالت الدموع من عينيها، ولم تمد يدها لاستلامها، واتجهت بنظرها إلى المحامى يوسف كامل ليتسلمها نيابة عنها، ثم همت بالانصراف، ومدت يدها وسلمت على الجميع، وحين سلمت على طليقها حسين فوزى قالت له وهى تشد على يده: "أتمنى لك كل توفيق يا حسين وربنا معاك ومعايا"، وظل حسين فوزى صامتا لا يقوى على الحديث، ثم أمر مساعده عبد الشافى محمد أن يقوم بتوصيلها بسيارته إلى بيتها، وبعد انصرافها جلس شاردا وهو يردد الله يجازى اللى كانوا السبب.
وأكد محرر الكواكب أنه حاول أن يعرف سبب الطلاق من أصدقاء الزوجين، فأكدت له إحدى صديقات نعيمة أن السبب هو اعتراض حسين فوزى على عمل نعيمة عاكف فى الحفلات والملاهى الليلية؛ لأنه رأى أنها لا تليق بمستواها الفنى، ولكن نعيمة تمسكت بموقفها وتصاعدت الخلافات بينهما.