أحمد إبراهيم الشريف يكتب: مليحة .. من نحن ومن عدونا؟

مليحة مليحة
 
لا ينكر أحد الدور الاجتماعي للفن، إنه يعيدنا لأنفسنا، ويجعلنا نفكر في الأمور مرة أخرى، ويساعدنا على معرفة موقفنا من الذات والآخر، ويضعنا في مواجهة مشكلاتنا ويدفعنا للبحث عن حلول، ويصنع سردية لعالمنا، ويقول لنا من نحن، وهذا ما تحقق في مسلسل "مليحة".
 
بسبب أحداث غزة صارت القضية الفلسطينية هي شغلنا الشاغل في الفترة الحالية، وتأثرًا بما يجري على الأرض رحنا نعرف أكثر عن القضية، ولأننا لم نصدق تلك القسوة التي نراها وتلك الروح الإرهابية الخطيرة  الكامنة في نفوس جيش الاحتلال ورغبته العارمة في سفك الدماء، تساءلنا هل كانوا هكذا من البداية؟ هل هم وحوش في هيئة بشر؟ لذا احتجنا إلى سردية مكتملة تخبرنا بما جري بالفعل منذ نهاية القرن التاسع عشر،  عندما وضعوا أرض فلسطين نصب أعينهم وراحوا يسلبونها بالدم.
 
تخيلوا شابا أو طفلا تابع حلقات مسلسل "مليحة" سوف يصبح مسكونا بالقضية، وسيعرف دون مط أو تطويل أن إسرائيل هي العدو، وأن علينا التنبه طوال الوقت لأنها عدو غير شريف من الممكن أن ينقض علينا فجأة مثل ضبع وينهشنا.
 
يكشف مسلسل "مليحة" التغريبة التي فرضت على الفلسطينيين الذين كانوا  يعيشون مطمئنين في بيوتهم ينعمون بأيامهم ثم فجأة يجدون أنفسهم في مهب الريح "لاجئين في أرض الناس" كما يكشف كيف اندلعت المقاومة ولم تتوقف.
يولد أبناء فلسطين رجالا يحملون في دمهم الرغبة في تحرير وطنهم ولن يتنازلوا عن هذا الحلم أبدا حتى يتحقق، وعندما نقدم لهم عملا فنيا مثل مليحة، ونقول لهم "نحن معكم أيها الأبطال، وقضيتكم هي قضيتنا" فإن ذلك يمنحهم القوة المعنوية التي يحتاجونها.
وقد عرفنا من المسلسل الذي تألق فيه عدد كبير من النجوم على رأسهم الفنانة القديرة ميرفت أمين، أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للعرب، وأن مصر لم تتخل يوما عن دورها في نصرة الأخوة الفلسطينيين، هذا قدرها وهي دائما ما تتحمل قدرها.
كما يكشف مسلسل مليحة الدور الخطير الذي قام به الاستعمار في ضياع الحقوق ولم تتحمل الدول التي آذت فلسطين وأضرت بها مثل بريطانيا دورها، فوعد بلفور المشئوم في سنة 1917 الذي منح العصابات اليهودية الضوء الأخضر لقتل وتشريد شعب كامل، لم تعتذر بريطانيا عنه حتى الآن، كما أن الدعم الأمريكي للصهاينة يوضح لنا من معنا ومن يقف ضدنا ويناصر أعداءنا.
شكرا لصناع مسلسل مليحة على كل ما قدموه لنا وما أحيوه من وعي فهل عمل سيستمر ويدوم، ويتحول مع الوقت إلى مرجع نعود إليه لنعرف من نحن ومن عدونا.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر