عليك أن تفكر مرة أخرى قبل أن تقول إن النساء لا يصلحن في كافة الوظائف وقبل أن تضرب مثالاً بالطيران بأن النساء لا يستطعن قيادة طائرة والتحليق بها وقبل أن يأخذك حسك الساخر للمتابعة، عليك التعرف على إيميليا إيرهارت أول امرأة تقود طائرة في العالم والمولودة "زي النهارده" 24 يوليو عام 1897 في كانساس في الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت إيرهارت أول امرأة تحصل على صليب الطيران الفخري، لكونها أول امرأة تطير بمفردها عبر المحيط الأطلسي. حققت إيرهارت العديد من الأرقام القياسية الأخرى، كما كتبت عن تجربتها في الطيران وحققت مبيعات كبيرة، وكان لها دور أساسي في إنشاء منظمة "99" وهي منظمة طيارين للسيدات.
تأثرت إميليا بالطيران منذ صغرها وكلفتها بعض التجارب الطفولية كدمات عديدة في جسدها ورغبة في تعلم الطيران، ورغم شغفها بالطيران منذ صغرها إلا أنها في عام 1919 وحينما كانت تقوم في مصر ثورة من أجل ترفع النساء البرقع، استعدت إيرهارت للالتحاق بكلية سميث ولكنها غيرت رأيها والتحقت بجامعة كولومبيا واشتركت في دورة دراسية في الدراسات الطبية من بين برامج أخرى. لكنها توقفت بعد عام واحد لتلحق بوالديها الذين اجتمع شملهما في ولاية كاليفورنيا.
في لونج بيتش، 28 ديسمبر 1920، زارت هي ووالدها مهبطاً للطائرات حيث قابلت فرانك هوكس (الذي اشتهر لاحقا في سباقات الطائرات) وعرض عليها ركوب الطائرة مما غير حياتها إلى الأبد. وقالت "ارتفعت حينها مسافة مائتين أو ثلاثمائة قدم عن الأرض.. أدركت حينها أنه عليّ تعلم الطيران."
عملت في مجموعة متنوعة من الوظائف، فعملت مصورة، وسائقة شاحنة وكاتبة اختزال في شركة الهاتف المحلية كي توفر 1000 دولار لدروس الطيران. بدأت إيرهارت الدروس 3 يناير 1921 في كينر فيلد بالقرب من لونج بيتش.
ولأن لا شئ سهل خاصة حينما يتعلق بنظرة المجتمع إلى المرأة تطلب الأمر من إيميليا مجهودا مضاعفا فكانت تنام بسترتها ليبدو مظهرها باليا كما قصت شعرها على غرار الطيارين النساء الأخريات. بعد ستة أشهر اشترت إميليا طائرة Kinner Airster ذات السطحين وكانت مستعملة وصفراء زاهية أطلقت عليها اسم "الكناري".
العديد من التجارب الفاشلة وقعت بها وكان الطيارين يسخرون منها وتطلب منها الأمر العمل والطيران لساعات متوصلة من أجل رفع كفاءتها وصلت إلى 500 ساعة طيران متواصلة بمفردها.
يوم 22 أكتوبر 1922، حققت الرقم القياسي الأول لها وللطائرات الإناث حينما حلقت إيرهارت بطائرتها Airster 14,000 قدم (4,300 م)، في 15 مايو عام 1923، أصبحت إيرهارت المرأة رقم 16 في العالم التي تصدر رخصة قيادة طائرة (#6017) من الاتحاد الدولي للطيران.
ما بين عامي 1930-1935، سجلت إميليا 7 أرقام قياسية نسائية في السرعة والمسافة باستخدام مجموعة متنوعة من الطائرات منها Airster Kinner، ولوكهيد فيجا، و Pitcairn Autogiro. بحلول عام 1935، اعترفت بحدود طائرتها "الجميلة فيجا الحمراء" في الرحلات الطويلة عابرة المحيطات، قالت إميليا "جائزتي رحلة واحدة أردت دوما تجربتها- وهي الملاحة حول في العالم".
وفي عام 1932 قادت إميليا طائرتها بمفردها عدة مرات فوق المحيط الأطلسي وسجلت رقما قياسيا وكانت تتخطاه في كل مرة.
انضمت إيرهارت إلى هيئة التدريس في جامعة "بوردو" وهي الجامعة الشهيرة عالميا، قسم الطيران في عام 1935، بوصفها عضو هيئة تدريس زائرا لتقديم النصح للنساء في مجالات العمل وإلهامهم نظرا لحبها للطيران.
أثناء محاولة للدوران حول الكرة الأرضية في عام 1937 باستخدام الطائرة لوكهيد ل-10 إلكترا بتمويل من جامعة بوردو، اختفت إيرهارت فوق وسط المحيط الهادئ قرب جزيرة هاولاند. لا تزال الألغاز عن حياتها وعملها وسبب اختفائها مستمرة حتى يومنا هذا، إلى أن تم الإعلان رسميا عن وفاتها في يناير عام 1939، بعدما فقد الأمل في العثور عليها.