ماذا لو تحرك مسمار المفاعل الأيمن عن مكانه ليخرج من ”الصامولة“ اليسري ويترنح يمينا ويسارا فينتج عنه زيوت قد تنقلها الرياح بسرعة ٣٠ عقدة فيصيب نخلة طولها ١٧٠ سم وبعد ٣ سنوات ستطرح النخلة ثمرة نصف مصابة بنسبة ٢٥ ٪ من إجمالي المحصول؟!
هل تعلمون ما هذا.. إنه الهذي يا سادة.. إنه ”الفتي“ بلغة المصريين وهو النشاط الفريد والوحيد الذي يمارسه السادة النشطاء علي مواقع التواصل الإجتماعي منذ ظهور ”شغلانة“ الناشط التي أصبحت تدر أرباح أكثر من أرباح تجار الألماظ.. نفس الناشط السياسي الذي يجلس حافيا بشورت أو بنطلون مخروم وراء جهاز الكمبيوتر أو تليفونه المحمول ويبدأ في رسم خريطة خبراته عبر تويته أو بوست يقيم فيه أوضاع كل شئ في البلد.. مشروع إقتصادي، مزارع سمكية، بناء وتعمير، هندسة فراغية، مسالك بولية، وأخيرا المفاعلات النووية وربما نظرية الفيمتو ثانية.
مشروع الضبعة
أسهل شغلانة ممكنة لشخص محبط ومتشائم ومدفوع لأكل العيش بنشر السلبيات أو ابتداعها حسب الأوامر والتعليمات التي صدرت مؤخرا بعد استنفاذ كميات ضخمة من مراهم التسلخات بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإعلان عن إشارة البدء لبناء أول محطة نووية "كهروذرية" بمشاركة روسيا، فى إطار اتفاقية وقعت بين موسكو والقاهرة فى نوفمبر ٢٠١٥، لبناء محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية فى منطقة الضبعة.
وربما يكون هذا المشروع سببا في تضاعف الطلب علي مراهم التسلخات في الفترة القادمة خصوصا وأن تنفيذه سوف يستغرق ٧ سنوات بتكلفة ٢٩ مليار دولار على أن تكون مواد التصنيع روسية وتشكل أعلى مستوى أمان فى العالم بنسبة ١٠٠%.
وبعد هذا الإعلان تقريبا جلست مجموعة من النشطاء في ليلية تزلق فيها القمر واستدعوا من اليوتيوب فيلم الطريق إلي إيلات وبالتحديد مشهد النجم الكبير نبيل الحلفاوى وهو يحاول تجهيز المتفجرات في السيارة مع تأثيرات المخرج ومدير التصوير ليتقمص النشطاء دورهم مع الحلفاوي ويبدأو في دراسة المفاعلات النووية علي أرض الواقع، وفي نفس الوقت تفتقت فكرة أخري لناشط وأوصي بتحميل فيلم إعدام ميت حيث تذكر الناشط أن هناك مشهد مهم للراحل محمود عبد العزيز وهو يكشف عن عداد المفاعل النووي الإسرائيلي اثناء زيارته له في إسرائيل بمعرفة بالتنسيق مع ”أبو جودة“ وهو المشهد الذي لم يستطع النشطاء تجاهله لدراسة المفاعلات النووية قبل الكتابة عن مشروع الضبعة علي تويتر وفيس بوك!
الطريق الي ايلات
لقطة من فيلم اعدام ميت
ولأن السادة النشطاء أبعد ما يكونون عن البحث الإيجابي لأنهم يبحثون عن فلسفة السلبيات حسب تعليمات اسيادهم فلم يتعبوا أنفسهم بمعرفة معلومات حقيقية عن مشروع الضبعة النووي بعدما أعلن رئيس شركة "روس آتوم" الروسية للطاقة، أليكسي ليخاتشيوف، أن بناء أربعة مفاعلات نووية بمنطقة "الضبعة" في مصر سينجز بين ٢٠٢٨-٢٠٢٩، بتمويل سيبلغ ٢١ مليار دولار.
بعد توقيع الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والمصري، عبد الفتاح السيسي في القاهرة، على وثائق البدء بتنفيذ عقود بناء محطة "الضبعة" للطاقة النووية.
وأشار ليخاتشيوف، إلى أنه في قاعدة اتفاقات بناء المحطة وبشأن القرض بين الحكومتين، يتم تمويل ٨٥% من مجموع حجم البناء من القرض الروسي، والباقي ١٥ % على حساب الجانب المصري.
وبناء علي هذا المشروع الضخم تم البدء في إعداد الكوادر لمراقبة ومتابعة المشروع، من خلال ثلاث جامعات مصرية والجامعة الوطنية للبحوث النووية، ومن الجانب الروسي يتم العمل علي إعداد برنامج تدريب كبير للمتخصصين بما في ذلك التطبيق العملي، والحصول على مهارات العمل في المحطات الروسية.
رئيس شركة روس آتوم الروسية أليكسي ليخاتشيوف مع وزير الطاقة محمد شاكر
وقبل أن أنسي لابد أن أوضح للسادة النشطاء أيضا أن مدينة الضبعة ليست في الدلتا كما كتب أحدهم وهي مدينة في محافظة مطروح، بشمال غرب جمهورية مصر العربية. والضبعة إداريا تبدأ من قرية غزالة شرقا حتى قرية فوكة غربا ومساحتها الإجمالية تبلغ ٦٠ كيلوا على الساحل وتوجد بها منشآت تعليمية مختلفة، ويمر بها خط سكة حديد كما تبعد عن الطريق الدولي مسافة ٢ كيلو متر وترجع شهرة هذه المدينة إلى أهميتها السياسية حيث انها تحتوى على أحد أنسب المواقع الصالحة لبناء مفاعل نووي في مصر حيث يهدف مشروع الضبعة النووي، إلى تشغيل ٤ مفاعلات نووية بقدرات إنتاجية تتراوح من ٩٠٠ إلى ١٦٥٠ ميجاوات للمحطة الواحدة، ومن المقرر تشغيل أول محطة من المحطات الأربعة في ٢٠١٩، والانتهاء بشكل كامل من إنشاء أول مفاعل نووي المصري، ودخول الطاقة الإنتاجية له الخدمة في ٢٠٢٥.