الصحفى من الأكثر الشخصيات المثيرة داخل أى عمل فنى، ومصدر لنسج العديد من الخيوط التى تنطلق منها الأحداث، ولكن منذ تاريخ السينما وحتى الآن لم تخرج هذه الشخصية عن إطار الشخصيات الثانوية التى يستخدمها صناع الأفلام كخط للوصول لأحداث متشابكة.
ويظهر فيها الصحفى إما شرير وفاسد، أو شريف ومغلوب على أمره ويدفع ثمن ذلك فى النهاية، أو صحفى ليس لديه أى موهبة إلا التملق والتطبيل كالصحفى الذى قدمه الفنان الراحل حسن البارودى وسؤاله الشهير .. أين ترعرعت سيدتى؟ للنجمة الصاعدة داخل أحداث فيلم "لعبة الست" تحية كاريوكا، وغيرها من الأعمال السينمائية التى تطرقت للصحفى والصحافة.
حسن البارودى الصحفى فى لعبة الست
كمال الشناوى دور الصحفى فى اللص والكلاب
تحدث عدد من النقاد لـ"عين" عن رؤيتهم حول تقديم شخصية الصحفى فى السينما.
قال الناقد الفنى طارق الشناوى إن الصورة السيئة للصحفى على الشاشة هى السائدة، ويأتى ذلك بسبب تركيز صناعها على الدراما بعيدا عن القيمة الفنية رغم أن هناك شخصيات صحفية كبيرة يمكن تجسيدها على الشاشة.
وأضاف أن عالم الصحافة والصحفيين مثله مثل قطاعات عديدة فى المجتمع فيهم الصالح والطالح، ولا نطالب بوضع ريشة على رؤوسنا ولكن لست مع التركيز على جانب واحد فقط، ومن الملاحظ أن أغلب صناع السينما يركزون على الجانب السلبى، ويرجع ذلك لأنه يلعب دورا أكبر دراميا.
وأوضح أن أغلب الأعمال تضم أخطاء ليس لها علاقة بالواقع مثل فيلم يرصد صحفية يتسبب التأخير فى تقديمها موضوع ما فى تأخير الطبع، إلى جانب الصورة السيئة التى أظهرت صحفيى الفن من خلال فيلم "لعبة الست" بسؤال "أين ترعرت سيدتى" الذى أصبح أكلشيه ليبرز هذا أن صحفى الفن ليس مثقفا وتافهها وهذا خطأ.
طارق الشناوى
وترى الناقدة الفنية خيرية البشلاوى، أن الأعمال التى تناولت شخصية الصحفى أو الصحافة المصرية فى السينما تم تناولها فى إطار اجتماعى سياسى بعينه وليست الصحافة بشكل مطلق، وتختلف كل منها باختلاف الفترة الزمنية، فمثلا صحافة الخمسينات تختلف عما بعدها وعن العصر الحالى.
ومن حيث الشخصيات التى جسدت الصحفى على شاشة السينما، قالت البشلاوى إن معظم النماذج التى قدمت للصحفى كانت الانتهازى القادر على اللعب على أكثر من حبل، وطفت هذه النماذج الانتهازية على الساحة لأنها شخصيات بها قدر من الشر والفساد وبالتالى هى الأكثر جاذبية والأكثر قدرة على نسج خيوط درامية.
وأشارت إلى أننا لم نر من يجرؤ على تجسيد شخصيات فنية أو سياسية مهمة مثل محمد حسنين هيكل، وعلى أمين ومصطفى أمين وموسى صبرى واعتبر هذه الشخصيات تحمل ثقلا وأبعادا درامية على الشاشة فى حال تجسيدها.
خيرية البشلاوى
الناقد الفنى نادر عدلى قال إن التعامل السينمائى مع الصحفى بشكل عام يأتى حسب الموضوع والزمن الذى تجرى فيه الأحداث، وبالتالى لم تدنه بشكل مطلق ولم تنصفه بشكل مطلق.
وأضافت أن هناك أمثلة عديدة منها شخصية الصحفى الفاسد التى قدمها عادل أدهم فى فيلم "ثرثرة فوق النيل" وفى المقابل شخصية الصحفية المهمومة بمشاكل المجتمع وجسدتها ماجدة الخطيب، فالعمل به إدانة واضحة تتفق مع طبيعة المرحلة وتقديم معادلة، وغيرها من النماذج إلا أنه فى النهاية لم يتطرق عمل واحد للصحافة، وتقديم عمل صريح عن هذا العالم.
نادر عدلى
اتفق أيضا الناقد الفنى محمود قاسم مع رأى نادر عدلى، مؤكدا أن الموضوع مرتبط بالعصور والزمن، مشيرا إلى أن الصحفى فى الأفلام خيط لأحداث أخرى وصناع السينما لم ينصفوه، وقدمت شخصية الصحفى ما بين الشريف المغلوب على أمره أوالمرتشى والفاسد.
وأضاف أن أغلب الأعمال راعت دور الصحفى كانت من تأليف عدد من الكتاب من الصحفيين مثل موسى صبرى وفتحى غانم وأحمد صالح وإحسان عبد القدوس.
محمود قاسم