داخل منزل الموسيقار أبو بكر خيرت، جد الموسيقى عمر خيرت، الكائن فى شارع قدرى بالسيدة زينب، التقى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، بـ الست أم كلثوم لأول مرة، كان ذلك فى بداية العشرينات، وفى هذا اليوم تغنى معها ديالوج من أوبريت «العشرة الطيبة» كلمات بديع خيرى، وألحان فنان الشعب سيد درويش، يقول: «على قد الليل ما يطول مسترضى بسهرى ونوحى.. فى حبك ياللى من أول ما أشوفك تترد روحى».
الست
كان اللقاء الأول بين الست والأستاذ طيبا، دفع موسيقار الأجيال بأن يذهب لزيارتها بفندق «جوردن هاوس»، بصفة دائمة، حتى بعد انتقالها إلى إحدى عمارات بهلر فى الزمالك، استمر فى وصل الود بزيارته لها، إلى أن انقطع عن زيارتها تماما عام 1927، وبعدها اندلعت المنافسة بينهما بلا رحمة.
عبد الوهاب
ورغم جو المنافسة بينهما، فإن موسيقار الأجيال لحن طقطوقة لأم كلثوم تقول كلماتها: «قال إيه حلف ما يكلمنيش.. ده بس كلام والفعل مافيش»، لكن أم كلثوم رفضت غناءها، وقدمت مذهبها للموسيقار محمد القصبجى ولحنها وسجلتها الست فى شركة أسطوانات جرامافون.
القصبجى
واستمرت المنافسة والقطيعة بين الست وعبدالوهاب حتى أواخر عام 1949، حيث عادت الزيارات بينهما من جديد، وذات مرة أثناء احتفالات الدولة بأعياد 23 يوليو، تصادف وجود عبدالوهاب مع أم كلثوم أثناء تحية الزعيم جمال عبدالناصر، وبمجرد أن شاهدهما الزعيم قال لهما: «لن أغفر لكما عدم اشتراككما فى عمل فنى واحد». وجاء التعاون الكبير بين عبدالوهاب وأم كلثوم عام 1964 فى أغنية «انت عمرى» كلمات أحمد شفيق كامل، وأتبعها بـ6 أغانى أخرى مع الست منها «انت عمرى» و«أمل حياتى» و«ليلة حب» و«أغدا ألقاك» و«هذه ليلتى».