قام الفنان الكبير نجيب الريحانى رائد مدرسة الكوميديا والأب الروحى لكل فنانيها على مر أجيال متعددة مع شريك رحلة كفاحه وإبداعه الكاتب والأديب الكبير بديع خيرى بتمصير العديد من الروايات المترجمة لتتناسب مع الواقع ورجل الشارع المصرى وقدما هذه الروايات على المسرح وفى السينما لتحقق نجاحا كبيرا ونقلة فى تاريخ المسرح والفن المصرى.
الريحانى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 8 يونيو من عام 1949 قدم على مسرحه العديد من الروايات التى لا يزال الكثيرون حتى الآن يعيدون إنتاجها وعرضها.
ومن القصص التى تم تمصيرها وقدمها الريحانى وبديع مسرحية السكرتير الفنى والتى أعاد تقديمها فيما بعد الفنان الكبير فؤاد المهندس تلميذ الريحانى، وعن هذه المسرحية قال بديع خيرى فى أحد لقاءاته: «اقتبسنا مسرحية السكرتير الفنى من مسرحية فرنسية، وعملناها على طريقتنا وأضفنا إليها شخصيات مثل المعلم بائع السمك والشيخ خميس، وجاءت فرقة من فرنسا وشاهدت المسرحية وطلبت ترجمتها حتى يقدموها على مسارحهم فضحكت أنا والريحانى واندهشت الفرقة عندما علمت أنها بالأساس مسرحية فرنسية».
وفى حوارها معنا كشفت المخرجة عطية عادل خيرى حفيدة بديع خيرى أن جدها والريحانى مرا ببعض الخسائر خلال مسيرتهما الفنية بفرقة الريحانى التى أسساها معا، موضحة أن بعض المسرحيات التى توقعا نجاحها لم تنجح ومنها مسرحية السكرتير الفنى عندما قدماها لأول مرة.
وعن هذه الواقعة حكى بديع خيرى أنه والريحانى قدما رواية السكرتير الفنى أول مرة تحت اسم «الجنيه المصرى»، وكانا يعتقدان أنها ستحقق نجاحا كبيرا، ولكنهما صدما لعدم نجاحها حتى أن الإيراد وصل 6 جنيهات فى الوقت الذى كان إيجار المسرح 22 جنيها».
لم يستسلم الريحانى وبديع للخسارة، وأوضح خيرى أن الريحانى أصر بعد 10 سنوات على إعادة تقديم الرواية قائلا: «أنا متغاظ وبينى وبين الجمهور تار ولازم أعيد الرواية وتنجح»، فأصر بديع خيرى على تغيير اسم المسرحية وسماها السكرتير الفنى، وحققت نجاحا مذهلا بعد عرضها للمرة الثانية.
تؤكد عطية عادل خيرى أنه رغم التنافس بين على الكسار ونجيب الريحانى إلا أن جدها كتب روايات لمسرح الكسار ولم يغضب الريحانى.
وفى ذلك قال بديع خيرى: «كان هناك 8 مسارح قوية تتنافس فيما بينها، وكان هناك نهضة ومنافسة كبيرة بين الريحانى والكسار، وكانت المبارزة حتى فى أسماء المسرحيات التى يرد بها كل منهما على الآخر، فمثلا يقدم الكسار رواية «راحت عليك» فيرد الريحانى برواية «ولو».