أحيانا يكون للقدر والصدفة دور كبير فى حياة الإنسان، وقد يتسبب موقف عابر فى تغيير مسار الإنسان، واتجاهه إلى طريق بعينه، وهكذا كانت بعض الصدف والأشخاص فى حياة نجوم الزمن الجميل، والتى لفتت انتباههم إلى موهبتهم الفنية ودفعتهم إلى طريق الفن.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1956 نشرت المجلة موضوعا بعنوان "رجل تأثرت به" تحدثت خلاله عدد من نجمات الفن عن صدف ورجال كان لهم تأثير كبير فى حياتهن واتجاههن للفن وطريق الشهرة.
وكان من بين هؤلاء النجمات الفنانة هدى سلطان التى أشارت إلى أن أحد قارئى القرآن، كان السبب وراء اتجاهها للفن وحبها للغناء.
وقالت الفناننة والمطربة الكبيرة إن أسرتها كانت تمتلك فونوغرافا ومجموعة أسطوانات لبعض المطربين القدامى، وكانت تنظر لهذه الأسطوانات نظرة تراث قديم لا فائدة منه.
وأكدت هدى سلطان أنها لم تعرف قيمة الفن الموجود على هذه الأسطوانات إلا حين سكن إلى جوارهم فقيه يرتل القرآن الكريم، وعندما عرف أن لديهم اسطوانات لبعض المطربين القدامى كسيد درويش، والمنيلاوى وسى الصفتى، أبدى رغبته فى الاستماع إلى هذه الأسطوانات.
وأضافت هدى سلطان أنها كانت ترى هذا الفقيه وهو يستمع فى انتباه وإعجاب لهذه الأسطوانات وهؤلاء المطربين، وشيئا فشيئا أصبحت مسحورة بهذه الأصوات، وشعرت بانجذاب وحب شديد للغناء والفن، وكانت تشارك الضيف الفقيه فيما يسمع، وتردد معه بعض المقطوعات وتعيد معه ما سمعته، وهو ما جعلها تعشق طريق الفن والغناء، وتدرب صوتها عليه حتى قررت احتراف الغناء والتمثيل.