على الكشوطى يكتب: "المتحدة" تعيد الريادة لدراما الطفل

علي الكشوطي علي الكشوطي
 
على الكشوطى
التزام الآباء تجاه مسئولية تربية أبنائهم يرافقه دقة شديدة وحرص فى اختيار الأعمال الفنية التى يشاهدونها، خاصة فى ظل تعدد الإنتاجات الدرامية الأجنبية الموجهة للطفل، وتأثير ذلك على ثقافته وطريقة تفكيره، ومنذ أن أصبحت أبا، أشعر بمسئولية كبيرة تجاه تلك المهمة الثقيلة، كنت أستمع لوالدى الراحل الفنان التشكيلى أحمد الكشوطى، وهو يتحدث عن مسؤولية تربيتى أنا وإخوتى بقدر كبير من الاهتمام، كنت لا أعى وقتها ثقل هذه المسؤولية، إلى أن أصبحت أبا وعرفت المعنى الكبير لهذه المهمة الأشمل والأعمق من مجرد الإنفاق على الأبناء وإطعامهم.
 
علي-الكشوطي
علي الكشوطي

 
Yehya-We-Knooz
مسلسل يحيي وكنوز 
Noura
مسلسل نورة
 
لأننى مهتم بالسينما، أمنح الكثير من وقتى لمتابعة أفلام الأنيميشن، استشعرت الكثير من الخوف مع كل عمل أجنبى أشاهده وأجد داخله رسائل مدسوسة سامة تمرر فى السياق الدرامى للأفلام، قد لا يشعر بها الأب أو الأم ويتم تمريرها للأطفال باعتبار أنها مادة آمنة يستطيع الأم أو الأب أن يتركا أبناءهما أمام الشاشة مطمئنين، لكن حقيقة الأمر أن أفلام الأنيميشن تحتاج لمراجعة قبل عرضها على الأطفال قد لا تقارن بالأفلام العادية.
 
لا أقصد هنا تلك الأفكار المتعلقة بمجتمع الميم فقط، أو حرص الكثير من صناع أفلام الأنيميشن التمهيد للأطفال لتقبل الأمر، هذا المجتمع وتصرفاته، لكن هناك أمور أخرى كثيرة، لها علاقة بالهوية، وتزوير الحقائق، ليس فقط فيما يتعلق بالحضارات مثل الحضارة المصرية ولكن أيضا بكثير من الأمور منها المتعلقة بكيف يرانا الفيلم الكارتونى الأجنبى سواء لمصر أو للشرق الأقصى وقضاياه، وغيرها.
 
مصر ذات التراث الثقافى والحضارى الكبير، لها الريادة الكبرى فى تقديم الفنون، بكل أشكالها وألوانها، وكانت للطفل مساحة كبيرة من الاهتمام، حيث كان التليفزيون المصرى يضم العديد من البرامج المقدمة للأطفال، نتابع فيها السينما وأفلام الكارتون المنتقاة وحتى الأعمال الدرامية المناسبة للأطفال، وكانت هناك العديد من الرائدات فى مجال تقديم البرامج للأطفال، فلا أنسى أبدا برامج مثل «سينما الأطفال» أو «ماما سامية»، وماما نجوى وشخصية بقلظ، وحتى «البرلمان الصغير» و«بوجى وطمطم» وغيرها الكثير والكثير، ربما كنا محظوظين بجيل من الرواد يفكر فينا ويعى أهمية الاستثمار فينا كجيل قادم.
 
من آخر إنتاجات التليفزيون المصرى، شهدنا ندرة كبيرة فى برامج ودراما الأطفال وأعمال الكارتون المخصصة لهم، فكانت الأعمال إما مستوردة أو نماذج قليلة مصرية تحقق نجاحات لكنها غير كافية لمواجهة هذا الإنتاج الضخم والكثير فى العالم، فـ«بسنت ودياسطى» و«بكار» و«القبطان عزوز» و«سوبر هنيدى» وغيرها من الأعمال الناجحة كانت تحتاج لمزيد من الدعم والاستمرارية التنافسية.
 
إلى أن جاءت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية واستشعرت بأن حالة الخواء الوجدانى والاغتراب التى يعيشها الطفل لغياب برامج الأطفال وأعمال دراما الطفل والبرامج التى تتناول هويته سبب كافٍ لأن تستعيد مصر ريادتها فى هذا المجال وتحافظ على هوية أطفالها والأجيال القادمة خاصة فى ظل برامج الأطفال على القنوات المجهولة التى دفعت الأطفال للحديث بلهجة شامية، بالطبع الخطر لا يكمن فى كون اللهجة شامية ولكن هو أن ينضج هذا الطفل وهو غير مستقر وغير واعٍ لهويته المصرية، لتاريخه وثقافته وموروثاته ونجاحات أجداده وبطولات الإنسان المصرى، بعد هذا النضج، لا توجد أى مشكلة فى التعرف على ثقافات الغير لكن بالأساس يجب أن يعرف الطفل المصرى هويته.
 
مع استيعاب الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للأمر، كان الطفل المصرى على موعد مع مسلسل «يحيى وكنوز» فى جزئه الأول فى رمضان 2022، وصاحب ذلك العديد من البرامج المخصصة للأطفال على شاشات المتحدة، ثم جاءت الكثير من الإنتاجات المخصصة للطفل والتى تحمل داخلها الكثير من القيم والمبادئ والتعاليم التى تقدم للطفل فى غلاف درامى مشوق تجعل استيعابه للعمل سهلا ومسليا ومفيدا فى نفس الوقت.
 
توالت نجاحات «يحيى وكنوز» ليفتح شهية صناعه على تقديم جزء ثانٍ، ذلك المشروع الذى ينم عن وعى كبير بأهميته، وهو أمر يستحق الإشادة ويجب علينا توجيه التحية لصناعه، بداية من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وأبطال العمل الفنان عصام السقا وسامى مغاورى وعلاء مرسى والأجزاء الجديدة منه بطولة ريهام عبدالغفور وعصام السقا وليلى عزب العرب، وطبعا محمد عدلى مؤلف المسلسل، والمخرج محمد عيد، والإشراف على الكتابة للناقدة علا الشافعى.
 
وهو العمل الذى يعرض الجزء الثالث له حاليا، ويهدف للحفاظ على الهوية فى وقت يحارب فيه العالم بعضه من خلال كسر الهوية وتزوير التاريخ وتدليس الحقائق، وحرصت الشركة المتحدة على أن تقدم الكثير من الإنتاجات لتكون هناك مكتبة حديثة تخاطب الطفل من خلال دراما مسؤولة وعلى مستوى تقنى وفنى عالى الجودة تنافس ما يقدم عالميا، حيث تضم المكتبة: «نورة، سر المسجد، نور والكوكب السعيد، ديسكفرى، المحمية، نور والكتاب العجيب»، وغيرها.
 
أعتقد أن هذا الإنتاج الضخم قد يتيح الفرصة لتدشين قناة للطفل المصرى تخاطبه باللهجة المصرية تنمى مداركه وتمنحه المتعة والتسلية والمعلومة، فنحن فى حاجة شديدة لأن يكون الطفل المصرى له قناة تحمل هويته وثقافته وتحمى وتحافظ على هويته، حتى ولو سيتم جلب عدد من الأعمال الأجنبية المناسبة لكن حان الوقت ليتحقق هذا الحلم.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر