كان شعره قد اشتعل شيبًا.. ولم يعد هو ذلك الشاب الشرير، الذى ملأ الدنيا مرحا وضحكا وسخرية.. أرهقته السنون التى حمل عبئها على كتفيه.. و325 عملا فنيا قدمها للجمهور بأعصابه، حتى دفعه المرض للدخول للمستشفى قبل وفاته بأيام.. وفى المستشفى يتساوى الجميع أمام المرض، وتأمل توفيق الدقن تاريخه ومشواره وحياته، وكل ما جرى على مسرح حياته سواء الأحداث العظيمة أو التافهة.
ربما كان هذا المشهد شبه الأخير فى حياة النجم الراحل توفيق الدقن وسط زملائه، ليرحل بعدها بجسده، تاركا إرثه الفنى الكبير، الذى نحفظه ونحفظ أسلوب أدائه الممتع خاصة نبرات صوته المعبر والساخر وهو يهز رأسه قائلا: "هو إيه اللى جرى للدنيا، الكل عاوز يبقى فتوة آمال مين اللى هيضرب"، ومقولته الشهيرة بفيلم "سر طاقية الإخفاء": "العلبة دى فيها إيه" وبفيلم ابن حميدو "أنا آه"، وإفيهاته الشهيرة التى تتردد إلى الآن "أحلى من الشرف مافيش"، و"يا آه يا آه"، "ألو يا أمم ألو"، "همباكة"، "صلاة النبى أحسن".