فى عملين من أهم إنتاجات السينما المصرية هما "المشبوه" إنتاج عام 1981 من إخراج سمير سيف، وتأليف إبراهيم الموجى، و"حب فى الزنزانة" إنتاج 1983 من إخراج محمد فاضل تأليف إبراهيم الموجى، وقفت السندريلا سعاد حسنى أمام الزعيم عادل إمام، ليتوج اللقاءين بصداقة كبيرة بينهما، خصوصا وأن الزعيم يتمتع بكاريزما خاصة تدفع النجوم لإقامة صداقات اجتماعية معه.
هذا العام قدم الزعيم واحدا من ألمع وأهم وأنجح مسلسلات رمضان بعنوان "عوالم خفية"، ظهر به الزعيم فى شخصية روائى معروف يدعى "هلال كامل" دائم الصدام مع المفسدين، وتبعا للسياق الدرامى للأحداث، يعثر على مذكرات تحمل نفس اسم المسلسل "عوالم خفية"، ومن ضمن أوراق هذه العوالم حادثة مشابهة لواقعة وفاة سعاد حسنى أثناء تلقيها العلاج فى لندن، عام 2002، حيث تضم الأحداث وفاة فنانة معروفة، وفى إطار درامى مميز وإيقاع سريع، ضبطه المخرج المتميز رامى إمام والذى يعى ويدرك مفاتيح الزعيم جيدا، كشف الزعيم خلاله عددا من قضايا الفساد سواء فى مجالات التعليم والصحة والإرهاب والتطرف وحتى المخدرات.
مع بداية عرض المسلسل ظن بعض المشاهدين، أن هناك ثمة تشابه بين أحداث العمل الدرامى ووفاة السندريلا، وتم الربط بين أحداث العمل وواقعة وفاتها، خصوصا وأن المسلسل ينقب فى العوالم الخفية للفاسدين، لكن مع تسلسل الحلقات اتضح أن العمل الفنى القوى، ليس له علاقة بالسندريلا بقدر كشفه عن الواقع المجتمعى وقضاياه، وهنا يكمن سر الزعيم وعبقريته فى تناول كل مواده الفنية التى ساهمت فى تغيير الواقع.. فالزعيم يؤكد فى كل عمل فنى أنه يملك طاقة إبداعية وروحية كبيرة، وسلطة فكرية تتقدم على كل السلطات، لذا اقتحم العالم كله، دون جواز سفر، ليس بصفته جنرالا أو زعيما سياسيا لكن بصفته خبيرا بقلب الإنسان.
عادل إمام لم يدخل طوال حياته فى أى حزب سياسى، ولم ينخرط فى أى تنظيم سرى، ولم يضع فنه فى خدمة أى أيدلوجية.. الإنسان هو انتماؤه الوحيد، والحرية هى زوجته، لذا لا يؤمن بتعدد الانتماءات ولا بتعدد الزوجات، لكن فى كل فى أعماله يقدم صرخة اجتماعية كبيرة ضد الفسدة، الذى مازال فى صدام معهم على الدوام، كما اعتاد منذ سنوات طويلة، وهو ما صنعه الزعيم فى عوالم خفية عبر شخصية "هلال كامل" ما جعل المسلسل يكتسح فى السباق الرمضانى كعادة مسلسلات الزعيم، وتبينت قدرة المخرج رامى إمام وبراعته فى إدارة الكامير، كمايسترو يعزف "نوتات" الزعيم الإبداعية، وكذلك جميع أبطال العمل.
انتهى المسلسل، بعد أن دق جرس إنذار على كثير من قضايا الفساد، لكن ستظل حياة السندريلا سعاد حسنى بها أسئلة كثيرة ومتعددة تخص حياتها وليس فنها، وإن كان السؤال الأشهر عنها يتلخص فى مسألة زواجها من العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ من عدمه، فإن هناك سؤالا أكثر حيرة وجدلا هو :"هل سعاد حسنى قتُلت أم انتحرت"؟، هذا السؤال تحديدا لا توجد له إجابة قاطعة وواضحة حتى الآن.. فريق يؤكد أنها انتحرت.. وفريق آخر يقول إنها قتلت.