كيف يقدم الممثل الشر الممتع ؟ تختلف التفاصيل، فهناك الشر النفسى الجوانى.. وهناك الشرير العنيف أو الشرير الكريه أو حتى الشرير الساذج، قدمت السينما المصرية عبر تاريخها، عددا من النجوم الذين ما زالوا يعيشون بيننا بأدوارهم الشريرة التى لطالما تظل فى أذهان الجميع، ولكن يظل عدد من النجوم يحتفظون بتألقهم وريادتهم فى أداء أدوار الشر، حتى خلفهم جيل جديد فى لعب هذه النوعية من الأدوار، حققوا من خلالها نجاحا كبيرا، وأصبحوا "أيقونات الشر" فى الدراما والسينما، وأدوار الشر دائما تكون الأكثر تأثيرا فى العمل الفنى، وإما يكره المشاهدون من يقدمها ويتفاعلون معه، وإما لا يقتنعون بأدائه ويرون أن ما يقدمه من شر غير مقنع، ومن أشهر هؤلاء النجوم، زكى رستم ومحمود المليجى واستيفان روستى، ومن الجيل الحالى محمد دياب وسيد رجب، اللذان برعا فى تقديم هذه النوعية من الأدوار فى الدراما خلال الفترة الماضية.
ولكل منهما طابع خاص ورؤية وتكنيك فى تقديم هذه الأدوار، واللافت للنظر أن كل نجم منهما لا يعتمد على الكلام وطريقة "السيناريو" فقط، بينما يضع لمساته وإيفهاته ورؤيته فى نجاح الشخصية التى يقدمها للجمهور.
وخلال السطور التالية نستعرض كيف أصبح دياب ورجب من أقوى نجوم الشر فى الدراما خلال السنوات الماضية:
استيفان روستى
تخصّص البارون استيفان روستى بدور الشرير الظريف، وُلد عام 1891 لأمٍّ إيطالية وأبٍ نمساوى، شغل منصب سفير النمسا فى القاهرة وترعرع فى مصر وامتهن التمثيل والإخراج، شارك فى البدايات الأولى لصناعة السينما المصريّة، ولأنّه كان يتقن الإيطاليّة والفرنسيّة إلى جانب العربيّة، كان مرجعا فى ترجمة العديد من الأعمال الفنيّة، وقد اشتُهر استيفان روستى بعدّة أدوار شريرة، أبرزها الدور الذى أدّاه فى فيلم "حرام عليك" مع الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين.
محمود المليجى "أنطونى كوين الشرق"
يعدّ الممثل الراحل محمود المليجى، زعيم مملكة الشر فى السينما المصريّة، على الرغم من لعبه أدوارًا عدّة غير شريرة. وُلد المليجى عام 1910 وأتقن لعب شخصيّة رئيس العصابة الخفى، وبسبب براعته فى التمثيل، بات يُلقّب بـ"أنطونى كوين الشرق". وعمل المليجى فى السينما والتليفزيون والمسرح ولم يملّ من تقديم أدوار الشر حتى فى آخر أفلامه "أيوب" عام 1983 الذى توفّى، وهو يصوّر مشاهده الأخيرة.
زكى رستم
من الممثلين الذين برعوا أيضًا فى تجسيد شخصيّة الشرير، يُعدّ من أهم الممثّلين فى السينما المصريّة، كانت رياضة حمل الأثقال هى هوايته المفضّلة وفاز بلقب بطل مصر الثانى فى حمل الأثقال للوزن الثقيل.
بلغ رصيده الفنى من الأفلام 240 فيلمًا، فكان نموذجًا رائعًا للنجم السينمائى المنفرد فى مواهبه، والذى يستطيع تقمّص أى شخصيّة مهما تعدّدت حالاتها النفسيّة ومواقفها المتقلّبة والمتلوّنة.
أما من الجيل الحالى:
سيد رجب
برع سيد رجب فى أدوار الشر الفترة الماضية، وحجز له مكانا بين عمالقة الشر، خاصة أنه ملامحه الحادة تلعب دورا مهما فى نجاح هذه النوعية من الأدوار التى يقدمها رجب فى الدراما والسينما، حيث برع فى دور "المعلم زرزور" بفيلم إبراهيم الأبيض عام 2009 مع النجم أحمد السقا، وتوالت الشخصيات التى قدمها رجب، حتى وصل للمعلم "هتلر" فى مسلسله الأخير الذى عرض فى رمضان الماضى، مع النجم محمد رمضان.
دياب
رصيده الدرامى والسينمائى ليس كبيرا، بينما شخصية "الشرير" تؤهله لأن يكون كبيرا وسط نجوم الدراما حاليا، خاصة أنه يتقن فن "الاستفزاز" فى أداء هذه النوعية من الشخصيات، علما بأن دياب مطرب ويمتلك صوتا مميزا بين نجوم الطرب فى مصر، أما أدوار الشر التى قدمها جعلت المنتجين والمخرجين ينهالون عليه فى تقديم هذه الشخصية، حين بدأها فى مسلسل "كلبش" الجزء الأول، وبرع وقتها ووصفه النقاد أنه "الشرير القادم" فى الدراما، حتى وصل لقمة "الإستفزاز" فى مسلسل "ايوب" مع النجم مصطفى شعبان، ولعب دورا هاما فى نجاح المسلسل، حيث قدم شخصية "منصور عبد البارى المحامى" بتاع الـ 3 ورقات.