ربما لا أعلم جيدا كواليس عرض الأستاذ الكبير والأعلامى المحنك عماد الدين أديب فكرة المصالحة مع الأخوان أو المتعاطفين معهم أو حتى من يطمعون فى وجودهم مرة أخرى فى الحياة العامة أو السياسية، ولست أنوى المزايدة على وطنية الأستاذ عماد الدين أديب ولا يمكن أن انتقص ولو ساعة واحدة من تاريخه المحترم وكتاباته الراقية وهدوءه المتناهى لكنى أتمنى أن لا يكون هذا الموقف المثير للدهشة من إعلامى كبير هو رد على انسحابه من تقديم برنامجه اليومى على قناة الحياة والتى لا يعلم أحد حتى الآن اذا كان انسحابا أم استغناء، وسواء كان هذا أو ذاك فلا أعتقد أن عماد الدين أديب الذى يملك من الحكمة والحنكة يمارس هذا النوع من التشويش والضغط على المصريين بهدف العودة للشاشة وهو الخطأ الذى أتمنى بل أكاد أجزم أن الأستاذ عماد الدين أديب أكبر من الوقوع فيه!
وبعيدا عم طرح الفكرة من عماد الدين أديب تحديدا وهو العالم ببواطن ما لم يجرؤ الإعلام نفسه على إعلانه من جرائم الإخوان وسفاحيهم ضد المصريين أتمنى أن لا ينساق البعض لمثل هذا العرض الذى اعتبره بيعا لكل قطرة دم سالت من شهيد مصرى دفاعا عن أرض وعرض وكرامة هذا البلد.. عرض يختصر كل البطولات والأوسمة وومئات الساعات من الخدمة والسهر والخوف للدفاع عن حق شرعى اسمه الحرية.. عرض أرى فى خيالى ابتسامات رخيصة من محمد مرسى وخيرت الشاطر والبغدادى وصفوت حجازى عندما يسمعوه ويتحول فى خيالهم إلى طريق جديد ممهد لم يحلموا به منذ 30 يونيو ولم يكن أشدهم تعصبا ودهاء قادر على طرح مثل هذه الفكرة من الأساس.
الإخوان الإرهابيين يا أستاذ عماد ليسوا مطلقا من يستحقون أن يكون لهم متعاطفين معهم للتصالح فهم ليسوا مرضى ولا ذوى إعاقة ولا هم طائفة تتعرض للعنصرية الفكرية أو الجسدية.. بل على العكس انهم ذلك الفصيل الذى نجح فى مسح عقول تابعيهم وتحويل الدين داخلهم إلى مجموعة من آيات الجهاد والقتل والانتقام والسحل وربما الاغتصاب والوأد فى حق من لا يتبعهم.. فصيل لا يتعاطف معهم سوى من يراهم ملائكة ضاعت حقوقهم وشرعيتهم وتعرضوا للإضطهاد وفى حالة عودتهم أو التصالح معهم لن نرى منهم سوى كل حقد وغل وانتقام باشد أنواع القذارة.. فصيل لابد أن تحسم موقفك منه إذا كنت مؤمن أم كافر به.. ليس هناك متشكك أو متردد تجاهه وهم أنفسهم لا يعترفون بأوساط الأمور وهذا ما أهدر شرعيتهم فى أقل من عام وسط جموع المصريين الطيبيين الذين صدقوا علامات "الصلاة" على جباههم وكلام الدين على شفاههم وظواهر أمورهم وبواطنها من زيت وسكر ورشاوى شرعية من وجهة نظرهم.
المنطق يؤكد أن التعاطف أو التصالح مع التائبين وهؤلاء منطقهم هو أن الحرب خدعة فلا تنشغل بالخدعة وتفتح ذراعيك لخائن لا يعترف بك كمسلم ولا يعترف ببلدك كأرض ولا يعترف بنسائك إلا كجوارى لنزواته الرخيصة.. لا تفتح ذراعيك وإلا لن تستطيع أن تندم وأنت تشم رائحة الرصاصة وهى تخرج من صدرك المفتوح لصدورهم.