التقيت بالراحل الكبير موهبة واسما وأخلاقا أحمد زكى ثلاث مرات فى حياتى وفى كل مرة منهم لم أكن أبدا ذلك الصحفى الذى ينتظر حوار مع نجم بحجم أحمد زكى لأن الجلوس معه يمنعك عن الخوض فى تلك الأسئلة المثيرة للشفقة مثل آخر أخبارك وما رأيك وكيف تتعامل مع الأحزان!
كنت مستمع فقط أمام حكاياته التى لا تنتهى خصوصا وأن معظمها كانت كوميدية ساخرة من نفسه وعلى نفسه.. لم يكن أبدا من ذلك النوع الذى يتحدث عن أدواره أو أجره أو أصعب المشاهد التى أداها بقدر ما كان يعشق التهكم على حياته وأسلوبه وجنونه، وفى إحدى الجلسات الثلاث بدأ أحمد زكى يتحدث عن بدايات نجوميته والتفاف المعجبين والمعجبات حوله وقال أن الكاتب الكبير وحيد حامد حضر تلك الحكاية التى لم يتمالك أحمد زكى نفسه من الضحك وهو يبدأ ليحكى ويقول: كنا فى الريسيبشن فى الفندق وأنا قاعد اتفاخر بنجوميتى مع وحيد وشلة الاصحاب وباغيظهم لان عمرهم ماكانوا مصدقين ان أنا بقيت جان ومحبوب عند الستات كمان، واحنا قاعدين دخلت علينا عيلة خليجية وطلبوا يتصوروا معايا وكأن الطلب ده جالى على الطبطاب ووقفت من غير ما حد ياخد باله وطلعت لسانى لوحيد وأصحابى واتصورت وكأنى أول مرة اتصور مع معجبين لدرجة انى اصريت اتصور مع كل واحد وواحدة من العيلة لوحده ومع كل صورة الف لوحيد واطلع لسانى وبعد ما خلصت وقفت واحدة من العيلة وقالت يلا يا ولاد سلموا كلكوا على الاستاذ "خالد زكى" علشان نمشى!
وجاءت هذه الجملة وكأنها سهم قاتل فى قلب أحمد زكى بعد كل التفاخر والتهليل الذى فعله مع شلة الأصدقاء ليستكمل أحمد زكى كلامه أنه لم يتحمل ما قد يحدث من أصحابه بعد هذه العبارة وخرج مسرعا من الفندق لكن وحيد حامد وأصحابه لم يتركوه وخرجوا جريا خلفه ليطلبوا منه صورة قائلين:"والنبى صورة يااستاذ خالد زكى" مما دفع أحمد زكى ليجرى فى الشارع ليبتعد عن تهكمهم!